في احدى لقاءاتنا مع ممثلي وزارة العدل, اثرنا -دون حل- مشكل استغلال المسؤولين الاداريين لمنصبهم قصد الدعاية لاطراف ضد اخرى والعمل على توجيه الموظفين الى الجهة التي ينتمون اليها بطرق شتى وفق ثنائية الترهيب والترغيب.
هؤلاء المسؤولون الاداريون هم ايضا نتاج اسناد وزارة العدل الى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والذي عمل كل ما في وسعه لخلق واحتضان وتوفير كل شروط النجاح لنقابة يطلق عليها جل الفاعلين بقطاع العدل نقابة الوزير او نقابة الوزارة, ومن بين وسائل النجاح المضمون محاصرة المحاكم بجيش من المسؤولين الذين يعيدون الى الرشد كل موظف يكتشف سيناريو المسرحية او يخرج مما سطره الوزير ونقابته.
بعد الاتفاق الاطار لسنة 2006 والخيانة التاريخية لسنة 2008, وما تبعه خلال 2010 من تنويم للملف المطلبي وكذب مخدوم على الشغيلة العدلية, حاول العديد من الموظفين الثورة على الاوهام وخلق متنفس لنضالهم ومصالحهم بعيدا عن الانتهازية والوصولية واعتمادا على امكانياتهم الذاتية ونقابتهم الصامدة في وجه الاعصار والخيانات المتتالية التي نتج عنها خيبة امل الموظفين وانتفاع العديدين وبطرق شتى.
امام هذا المعطى الجديد, لم يكن من بد امام هؤلاء سوى اللجوء الى خدمات من استفادوا سابقا والذين يتحكمون في مصائر الموظفين, وهكذا دخل على الخط المسؤولون الاداريون والذين لجأوا الى عدة وسائل نجملها في ما يلي:
1_ اذا كانت النقابة الوطنية للعدل هي الداعية للاضراب, فان المسؤولين يقومون ب:
_ بمجرد توقيع الموظف, يمكنه الانصراف من العمل, او التحرك في المحكمة كما يشاء, المهم ان اسمه لم يكن ضمن المضربين مما يساعد العديد من المترددين الى الحضور ما دام سينصرف بعد التوقيع
_ الايام التي تسبق الاضراب او تتلوه, يمنع على المنخرطين فيه طلب رخص او الغياب ووو
_ في كل حديث مع الموظف اشارة مباشرة الى التنقيط اي كما يقال ميعادنا اخر السنة
_ يرددون بان النقابات يميع الاجواء وتقوم باضرابات من اجل الراحة
_ كل حركة للموظف المضرب باسفسار
...................
كل هاته الاجراءات, تدفع الموظف الى محاولة اتقاء شر المسؤول والزبانية التي تحوم حوله, والخطير حين ينضاف التضييق القضائي الى الاداري
2_ اذا كانت نقابة الوزير (السابق) هي الداعية للاضراب, فالمسؤولون ينقلبون مائة بالمائة في التصرفات حيث:
_ يخبرون الموظفين الذين لن يضربوا انهم سيقومون بانجاز الجلسات ومن الممكن ان يبقوا حتى العاشرة مساء او اكثر
_ بمجرد دخول الموظف غير المضرب, يقوم المسؤول بنقله وتمريره ككرة من مكتب الى مكتب, وبوجه مكهرب
_ يرددون تصريحات النقابة صاحبة الاضراب بان الوزارة لم تقم باي شيء, ويجب الضغط غليها...
_ يحاولون انجاز جميع المهام بالموظفين الحاضرين
.......................
كل هاته الاجراءات, تدفع الموظف الى اتقاء شر المسؤول والزبانية التي تحوم حوله, لكن هاته المرة بالاضراب عن العمل
هاته مجموعة تصرفات ابتدعها المسؤولون لخدمة نقابة خدمتهم كثيرا ومكنتهم من مناصب لم يكونوا يحلموا بها, ليس كلهم طبعا.
من يستطيع ان ينفي كل ما قيل عن رئاسة كتابة الضبط باسئنافية مكناس؟