كنت قد نشرت مقالا السنة الماضية تحت عنوان : هل سيتكرر سيناريو 2003 بهذا المنتدى جاء كما يلي:
" ما أشبه اليوم بالامس ، نتذكر جميعا نضالات النقابة الوطنية للعدل من اجل مجموعة من المطالب العادلة و المشروعة لشغيلة العدل منذ تاسيسها و على راسها مطلب اقرار قانون اساسي خاص بكتابة الضبط ؛ و جاء الخطاب الملكي ل 29 يناير 2003 لاعطاء هذه المطالب سندا و دعما قويا ؛ الا انه و خلافا لكل التوقعات و الامال التي علقها البعض في تلك المرحلة لم نحصد سوى الخيبة ، خاصة مع وجود وزير اتحادي " يا حسرة " و الوعود التي اطلقها انذاك بتحسين و ضعية كتابة الضبط المادية و المعنوية ؛ هذه الوعود ، التي كان يطرب لها البعص ، شكلت احدى المغريات التي استعملت في استهداف النقابة الوطنية للعدل بالانشقاق تحت ذريعة انه اذا ما انتقلنا الى نقابة حزب الوزير فاننا سنحقق كل مطالبنا ... و هكذا كانت الخدعة لشق صفوف النقابة . و في المقابل اعدت الوزارة مشروع قانون اساسي مرفق بنظام تعويضات لم ترى النور ابدا حيث بقيت رهينة التسويف الحكومي الى ان تم ادماج موظفي الوزارة في النظام العام اي في الزيادات التي عرفتها الوظيفة العمومية انذاك و بهذه الطريقة تم الالتفاف من طرف الحكومة على مطالب الشغيلة العدلية و على الخطاب الملكي ل ّ2003 ، في الوقت الذي عرفت فيه الوضعية المادية للقضاة تحسنا مهما عقب الخطاب. فهل سيعيد التاريخ نفسه."
ان ما تنبأت به السنة الماضية من خلال المقال اعلاه جاء استنادا الى خبرتنا في العمل النقابي و ما راكمناه من تجارب في مواجهة كل من الادارة و اعوانها من بني جلدتنا . و هو ما يتضح اليوم من خلال محاولة الوزارة و معها باقي الاطراف الحكومية ، ذات الصلة بملفنا المطلبي ، تمرير القانون الاساسي بدون تكلفة مالية بادماج مطالبنا ضمن ما جاد به الحوار الاجتماعي فقط و بدون تحفيز و لا تحصين و لا هم يحزنون ، و هو ما يكشف بشكل جلي توجهات و سياسة وزارة العدل بخصوص ملفنا المطلبي منذ البداية . و ما كان ليتأتى لها هذا المبتغى لولى تعاون او "تؤامر" نقابتها الاكثر تمثيلا ، حيث وفرت لها التغطية من خلال ربح الوقت و تنويم القطاع سنتي 2009 و 2010 في حلم " المتفق و المتوافق عليه" و " المسار الاستثنائي" و "الخطر الاحمر" ... الى ان حط بنا الرحال بهذه اللحظة الحاسمة من تاريخ كتابة الضبط ، فاما ان نحصل على قانون اساسي يرقى بمستوانا المادي و المعنوي و نستشرف به المستقبل و اما ان نرجع مرة اخرى نجر ذيول الهزيمة . فمزيدا من التعبئة و اليقضة و الصمود في و جه المتلاعبين بمصائرنا.