اسماعين يعقوبي
عدد المساهمات : 1328 نقاط : 2636 السٌّمعَة : 8 تاريخ التسجيل : 07/01/2010 العمر : 51
| موضوع: الهيئات المستقلة أو حين يعجز الفكر عن القيام بطفرته النوعية الخميس أبريل 10, 2014 2:37 pm | |
| الهيئات المستقلة أو حين يعجز الفكر عن القيام بطفرته النوعية في واقع تتحكم فيه الأحزاب السياسية بمختلف تلاوينها من الرجعية إلى الإدارية إلى الإصلاحية، في العمل النقابي وتستعمله لثني الجماهير والطبقة العاملة على النضال، أو تستعمله في لحظات معينة للتموقع في النظام السياسي القائم وفقا لطبيعتها الإصلاحية، برز إلى السطح خطاب يدعو إلى تأسيس اطارات مستقلة عن العمل السياسي. أولى الأخطاء الجلية التي ارتكبها هذا الخطاب هو جعل الحزبي هو السياسي وكذا عدم التمييز في السياسي/الحزبي، وبهذا يصبح حزب الاستقلال ونقابته هو هو حزب الحركة الشعبية ونقابته وهو هو الاتحاد الاشتراكي ونقابته وهو هو القوى السياسية الأخرى وعلى رأسها المؤتمر الاتحادي ونقابتهم. كما يصبح من يجابه من أجل مصلحة الطبقة العاملة، ومن يستغلها في خندق واحد يجمعهم الانتماء لأحزاب وبالتالي ممارستهم للسياسة. إن الاستقلالية بهذا الفهم تختلف جذريا عن الاستقلالية المتعارف عليها والتي تجعل من قرارات الإطارات النقابية نابعة من الجموعات العامة لمنخرطيها وليست مسقطة من أحزاب سياسية. وبدل الانكباب على دراسة طبيعة الأحزاب السياسية التي تفرض عليها جعل العمل النقابي عملا ملحقا أو تبعيا ومحصورا في أجندات معينة لا تتجاوز أجندة الحزب، والتفكير العميق والعمل على تجاوز الوضع الحزبي الحالي، يعمد أصحاب الهيئات المستقلة إلى تقديم اكبر خدمة للاستغلاليين بقطع الحبل أو هكذا يتوهمون بين التنظيمات النقابية والتنظيمات السياسية. ان العمل النقابي هو عمل مادي ودمقراطي، الشق الأول يعنى بالملفات المادية للمنخرطين: تحسين الوضعية الاجتماعية، ظروف العمل، التقاعد، ساعات العمل...، والشق الثاني مرتبط بالوضعية الحقوقية والديمقراطية أي بخلاصة الوضع العام الذي في إطاره يمارس العمل النقابي المادي: احترام الحريات النقابية، الاعتقال السياسي، الحريات العامة...، كما أن الحزب السياسي الغائب يفترض فيه جعل مطالب النقابات ضمن مطالبه الأساسية لأن مجال اشتغاله أوسع وأرحب أي يستهدف في النهاية النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي ضمنه تناضل النقابات لتحسين الأوضاع. | |
|