هسبريس - إسماعيل عزام
الجمعة 13 دجنبر 2013 - 18:00
صب الخبير الاقتصادي، نجيب أقصبي، جام انتقاداته على الحكومة الحالية، لكونها "لا تستطيع التدخل في رسم السياسات الاقتصادية للبلاد، بينما مكاتب دراسات أجنبية هي التي تعمل على مثل هذه الملفات الحيوية بكثير من السرية والغموض، في غياب للسلطة التشريعية، حيث لا يبقى لحكومة بنكيران سوى هامش صغير من المناورة".
واتهم أقصبي، متحدثا في ندوة "الملكية..الحكومة..السلطة"، والتي نظمت مساء أمس بالمدرسة العليا للتجارة بالرباط، المؤسسة الملكية بكونها "تحتكر كل شيء، ولا يمكن لحكومة غاية في الضعف، كتلك التي يترأسها بنكيران، أن تعمل على تغيير واقع سياسي تتمازج فيه السلط، وتستمد فيه بعض القوى الفاعلة قوتها من خارج الدستور" على حد تعبير أقصبي.
وسرد أقصبي مثالا ليستدل به على ما سماه "احتكار" المؤسسة الملكية للشأن السياسي والاقتصادي بالمغرب، ويتجلى في كون "القناة الأولى دائما ما تَعرض الملك وهو يشتغل على مشاريع مهمة، في حين تُظهر الحكومة ككائن سياسي يصدر قرارات غير شعبية، ويفشل في حل الكثير من المشاكل العالقة، كتلك المتعلقة بصندوق المقاصة".
وتساءل أقصبي عن السبب الذي يجعل "النظام" يهمل الطبقة السياسية بهذا الشكل، لدرجة أن "السياسة لم تعد تمارس في المغرب، ما دام بعض الفاعلين فيها يستمدون قوتهم من أشكال "غير طبيعية"، وهو ما جعل المغاربة أمام حالة غموض كبيرة، لا يدرون من خلالها من هو المسؤول عن بعض المشاكل الكبيرة التي تعترض بلدهم، ولا يعرفون من يحاسبون أثناء الانتخابات".
"الشرعية، المسؤولية، المساءلة"؛ ثلاثة عناصر لا يمكن لأي دولة أن تصح إلا بها، فهل هذه العناصر موجودة بالمغرب؟، يتساءل أقصبي الذي زاد بأن "غالبية الرؤساء في الشركات الكبرى يتم انتخابهم من الجمع العام الذي منه يستمدون شرعيتهم، وبعد ذلك يمارسون مسؤوليتهم في إطار زمني محدد، وفي نهاية ولايتهم، يُحاسَبون على ما قدموا، فإما الاستمرار في عملهم، وإما الفصل من مهامهم، فهل تحترم دولتنا هذا التخطيط"، يقول المتحدث.
واسترسل أقصبي بأن "صانع القرار بالمغرب لا يتوفر على أي شرعية ديمقراطية، اللهم شرعيته التاريخية، ويشتغل في نسق تنعدم فيه المسؤولية، بحيث لا يمكن مساءلته، وهو ما حكم على البلاد بعدم الاستفادة من الأخطاء التي تتكرر منذ عقود"، مردفا أن "بعض زملائه الأجانب يستفسرونه دائما عن السبب الذي يجعل النظام الاقتصادي المغربي غير قادر على الاستفادة من ثغراته المعروفة".
وجوابا منه على سؤال لأحد الحاضرين، ختم أقصبي حديثه بأنه "يريد أن يبقى ساذجا كي يثق على الدوام أن هذا الشعب يستطيع الدفع في اتجاه تحقيق الديمقراطية بالمغرب، رغم الهيمنة الكبيرة للدولة، وقدرتها الفائقة على التلون بطريقة لا تبعث أبدا على الثقة" وفق تعبير المتحدث.
http://hespress.com/politique/96294.html