هسبريس - محمد الراجي
الخميس 24 يناير 2013 - 15:00
بشكل مفاجئ، اعتذرت القناة الثانية للكاتب العام للنقابة
الديمقراطية للعدل، عبد الصادق السعيدي، عن حضور الحلقة الأخيرة من برنامج
"مباشرة معكم"، والتي بُثت مساء يوم أمس (الأربعاء)، بعدما كانت القناة قد
أعلنت، عبر موقعها الالكتروني، عن حضور الكاتب العام للنقابة الديمقراطية
للعدل في بلاطو البرنامج، إلى جانب كل من وزير العدل والحريات، ومحمد
الخضراوي رئيس قسم التوثيق والدراسات والبحث العلمي بمحكمة النقض، وأنس آيت
بنقدور عضو المكتب التنفيذي لنادي قضاة المغرب، وعمر بودرا نقيب هيئة
المحامين بالدار البيضاء، وعبد الأحد العراقي رئيس الجمعية المغربية
للمستهلكين بفاس، قبل أن تتراجع القناة في آخر لحظة، وتقرر الاعتذار لعبد
الصادق السعيدي عن الحضور في البرنامج.
وفي تعليقه على قرار القناة الثانية، أوضح السعيدي في تصريح لهسبريس،
أنّه تلقى فعلا دعوة لحضور الحلقة الأخيرة من برنامج "مباشرة معكم"، والتي
خُصّصت لتناول موضوع إصلاح القضاء، حيث وجّهت له دعوة رسمية للمشاركة في
البرنامج، "ووافقت عليها مبدئيا ونهائيا"، يقول السعيدي، مضيفا أنّه اتفق
مع معدّي البرنامج على لقاء من أجل مناقشة المحاور التي سيتناولها
البرنامج، قبل أن يفاجأ يوم الأحد الماضي، أيْ قبل ثلاثة أيام من موعد بثّ
البرنامج، باتصال من القناة الثانية، حيث طولب منه، حسب قوله، أن يعتذر عن
الحضور في البرنامج، بذريعة أنّ وزير العدل والحريات سبق له أن قرّر مقاطعة
النقابة الديمقراطية للعدل.
وأوضح السعيدي أنه بعد هذا الاتصال أدرك أنّ هناك ضغوطا من طرف وزير
العدل والحريات لمنعه من الحضور في البرنامج، غيرَ أنّه رفض أن يقدّم أي
اعتذار، وتمسّك بحقه في المشاركة، وقال "ما دام أنّ القناة الثانية تابعة
للإعلام العمومي، ودعوة الحضور إلى البرنامج موجّهة إليّ من طرف القناة
الثانية وليس من طرف وزير العدل والحريات كيْ أرفضها".
بعد ذلك، استمرّت الضغوط على السعيدي، على حدّ تعبيره، بسبب عدم رغبته
في التنازل عن المشاركة في برنامج "مباشرة معكم"، إلى غاية يوم الثلاثاء،
حيث توصّل ليلا بفاكس من طرف القناة الثانية، مضمونه أنّ حضوره (السعيدي)
في البرنامج من شأنه أن يجعل البرنامج لا يصل إلى هدفه المنشود، "حينها قلت
لهم، يقول السعيدي، أنا ككاتب عام للنقابة الديمقراطية للعدل مستعدّ لعقد
جلسة مسبقة مع معدّ البرنامج، ومع وزير العدل والحريات، للاتفاق على الخطوط
العريضة للبرنامج، حتى يتحقق الهدف المنشود من البرنامج، وهو أن يعرف
المواطنون أين وصل مسلسل إصلاح القضاء، ويعرف حقيقة التوتّر القائم بين
النقابة الديمقراطية للعدل ووزارة العدل والحرّيات"، وكان ردّ القناة
الثانية على جواب السعيدي أنِ اعتذرت له عن الحضور.
وبخصوص المغزى من منعه من المشاركة في "برنامج مباشرة معكم"، قال
الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للعدل إنّ هناك خطّا ناظما لإقصاء
النقابة الديمقراطية للعدل وإسكات صوتها واستئصالها، وأنّ الأمور أخذت
مسارا آخر لمواجهة النقابة، واصفا قرار منعه من المشاركة في البرنامج بـ
"التدخّل الواضح وغير المسبوق من طرف وزير العدل والحريات في الإعلام
العمومي".
وحول موقف القناة الثانية، قال السعيدي إنّ ما حصل يعتبر أسوأ بكثير
ممّا كان يحدث من قبْل مع غير المرغوب في ظهورهم على وسائل الإعلام
العمومية "ففي ذلك الوقت كان المنْع يتمّ بطريقة احترافية"، أما الآن فهناك
تدخّل في الإعلام العمومي بالعلالي"، مضيفا أن نقابته ستلجأ إلى الهيأة
العليا للاتصال السمعي البصري، من أجل المطالبة بنيْل حقها المشروع في فسح
المجال للنقابة للتعبير عن وجهة نظرها، كما خاضت النقابة مساء يوم أمس وقفة
احتجاجية أمام مقر القناة الثانية، تحت شعار "الشموع والشموخ"، حيث امتدّت
الوقفة التي أوقِدت فيها الشموع من بداية الحلقة إلى نهايتها.
جدير بالذكر أنّ "هسبريس" حاولت الاتصال بوزير العدل والحريات، من أجل أخذ رأيه في الموضوع، غير أنّ هاتفه ظلّ يرنّ دون مجيب.