JUSTE
عدد المساهمات : 3625 نقاط : 12104 السٌّمعَة : -2 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 العمر : 54
| موضوع: مختارات من وحي الإشراق مرسل من طرف عبد الحكيم الإثنين نوفمبر 15, 2010 10:43 am | |
| جميل أن نتعلم أن نتفكر وأن نتأمل،جميل أن ننفتح على إشراقات معرفية،لنقتنع جميعا بأهمية الحياة؛فإحساسنا بجمالية النضالات التي نقوم بها من أجل تحصين كرامتنا وتحقيق حقوقنا وتعزيزإنسانيتنا،متأصل في فطرتنا،في أحلامنا وطموحاتنا نحن موظفي قطاع العدل. نقدم لكم هذه الإشراقات التأملية،بأسلوب بسيط،وبمعان واضحة:
((1)) العلوم الإنسانية
تهتمّ العلوم الإنسانية – الفلسفة وعلم اللاهوت والأدب والتاريخ - بتسجيل إنجازات الإنسان القيّمة وما يعتبر ذو قيمة في المجالات المختلفة من الحياة الإنسانية. إنّ قاعدة كلّ القيم النسبية للحياة هو المطلق، الذي هو المصدر ونهاية كلّ شيء. لذلك ومن دون المعرفة الصحيحة للمطلق، سيبقى التقدّم في حقل العلوم الإنسانية ناقصاً. يجب أن يمتدّ مجال العلوم الإنسانية إلى خلف نطاق المنهج الحالي كي يتضمن الاختبار المباشرة للمطلق. يبدو أنه ضرورياً تقديم دراسة المطلق كجزء من دراسة العلوم الإنسانية. تهدف الفلسفة إلى دراسة المطلق، لكن الحقيقة تبقى من دون الاختبار المباشر لطبيعة المطلق، فتبقى خارج إطار التصور في حقول المنطق والتمييز. إنه الوقت المناسب الآن الذي يتم فيه تقديم ممارسة التأمل التجاوزي مع دراسة العلوم الإنسانية والعلوم المرتبطة بها، لكي يكسب الإنسان خبرة المطلق مع المعرفة النسبية. هكذا، قد يتم تغطية المجال الأكمل للعلوم الإنسانية. من دون التأمل، لن يختبر العقل الحقول الدقيقة للوجود النسبي، ولن يعرف طبيعة المطلق، وبذلك لن تكون دراسة العلوم الإنسانية كاملة. إن العلوم الإنسانية كما تعلّم اليوم لا تساعد الشخص أن يملك الإيمان الراسخ في الحياة وغاياتها الأعلى. وهكذا فهي تضعف الإنسان بجعله يشعر، بما أن كل شيء هو نسبي، بأنّ الأمر لا يستحق الكفاح من أجله، بدلا من أن تنشّطه في بحثه للفهم الكامل لموضوعه من الدراسة. ستكون دراسة العلوم الإنسانية كاملة فقط بممارسة التأمل التجاوزي. هذا النظام يمكنه تلبية تلك الحاجة الملحّة وهكذا يوسّع مجال العلوم الإنسانية إلى ما بعد حدّها الحالي، ويجعل من الممكن تحقيق غايتها.
((2)) علوم الطبيعة
تدرس علوم الطبيعة – الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلم طبقات الأرض وعلم الفلك - الكون في أوجهه المختلفة للانتظام في مستويات الجزيئات الذرّية والذرّة والخلايا والأعضاء للخليقة الموضوعية. تهتم بالطريق التي فيها تعمل المادة والطاقة لإظهار النواحي المختلفة للخليقة. إن غاية هذه العلوم في إعطاء الإنسان درجة معينة من التحكم بهذه القوى من أجل تحسين حالته المادّية الخاصة. وبشغفها للوصول إلى النواحي المرهفة في الخليقة، وفي النهاية إيجاد السبب النهائي للخليقة، تتطلّع علوم الطبيعة إلى استعمال هذه المعرفة للسبب النهائي للخليقة من أجل السيطرة على الظواهر المختلفة وبذلك جعل الإنسان سيداً للكون. إن كلّ هذه هو النطاق الصحيح من العقل. إذا كان عقل الإنسان العالم خالياً من القلق وتعاسة الحياة ومطمئناً وسعيداً ومسالماً؛ وإذا كان فكره حادّاً، وقدرته المميّزة مصفّاة؛و إذا متطوّراً في الحدس وإحساس متزايد من البصيرة – من المؤكد أنه سيكون قادراً على اكتشاف أكثر بكثير مما تم اكتشافه خلال العديد من القرون في البحث العلمي. تتطوّر كلّ صفات العقل تلك بسهولة من خلال هذا النظام، وفي غياب ما تعطيه نتائج العلماء الحديثين تبيّن بأنها كانت أكثرها نتيجة للصدفة أو الحظ، بالرغم من أنها في الخطّ الذي يدعى الطريقة المنهجية للبحث. إن مثل هذه النتائج العرضية في حقل قوى الطبيعية بواسطة العقول غير الناضجة أنتجت وسائل الدمار للإنسانية. مثل الطفل الذي يلعب بأيّ شيء حتى بالغصن المحترق أو فحم المشتعل، كذلك تلعب العقول غير الناضجة للعلماء الحاليين في جميع أنحاء العالم بما يجدونه بالصّدفة أثناء تجاربهم للطاقة الذرّية والنووية. ستشير المعالجة العميقة لهذه المسالك بأنّه ما لم تكمّل دراسة المطلق حقل التعليم، ستكون الأهمية الحقيقية للتعليم ناقصة أبدا. فلنتمنى بأنّ يرتفع المربين التربويين في هذا الجيل إلى مستوى الحدث ويمهّدوا الطريق للتعليم الكامل للأجيال الحالية والمستقبلية
((3)) علم النفس
إن لعلم النفس نطاق من الدراسة في مجال العقل الإنساني. يدرس علم النفس الفسيولوجي كيف يعمل العقل متأثّراً بطبيعة الجسم، بينما يركز علم النفس الشخصي على الاختلافات الفردية في حقل الفكر. إنّ غاية كل من فرعي علم النفس هي في فهم السلوك البشري الشاذّ والسلوك الطبيعي وفي استعمال هذه المعرفة لمساعدة الأفراد لتكامل شخصياتهم. تنمي الطريقة المتكاملة أولاً الحالة الطبيعية من العقل الواعي وبعد ذلك تستهدف فتح العقل اللاواعي. إنّ الهدف هو في ربط الحالة الواعية مع الحالة اللاواعية للعقل. إن هذه الغاية هي غاية مجيدة، وبقدر ما يكون الإنجاز العملي للفكرة معني، إن الطريقة المعتمدة لجلب العقول الشاذّة إلى الحالة الطبيعية قد تكون مبرّرة جداً؛ ولكن المحاولات التحليلية المعاصرة لربط الوعي باللاوعي هي مخيّب جداً للآمال. إن المحاولات لإعادة الذكريات الدفينة للتجربة المؤلمة تخترق فقط المستويات الأعمق للعقول الواعية، التي قد تعتبر المستويات العليا للاوعي، التي أطلق عليها فرويد اسم "السابق للوعي". يمتلك العقل في المستويات الأعمق للاوعي القدرة على اختبار الحقول المرهفة للخليقة التي تقع وراء الإدراك الحسي العادي. إنّ عدم الطمأنينة الداخلية للغالبية العظمى من الناس الذين لم يصابوا بأي مرض عصبي أو نفسي يشير إلى الحاجة إلى وصفة علاجية للسعادة الداخلية. إذا أمكن لعلم النفس الحديث أن يلبي هذه الحاجة في عقل كلّ شخص، تكون دراسة العقل بالأساليب الحديثة مفيدة ونافعة. وإلا ما هي الفائدة من دراسة العقل التي تفشل أمّا في فتح الإمكانيات العقلية المستترة أو في إرضاء العطش للسعادة؟ إنّ نظام التأمل التجاوزي هو الطريقة لتوجيه العقل إلى نقطته النهائية للنقاء. هذه العملية التي تجعل بشكل إيجابي المستويات المستترة من العقل اللاواعي نشيطة، تطوّر الإمكانيات المستترة وتظهر في الحياة السعادة الداخلية للنفس. بذلك يتم تحسّن الإنسان في مجال الفكر والكلام والعمل، وفي كلّ ما هو مفيد في الحياة – وعلى المستوى الفردي والاجتماعي. وبجعل التأمل التجاوزي كجزء لا يتجزأ من دراسة علم النفس وويتم تبنيه من قبل المحللين النفسانيين والأطباء النفسانيين، ستكون دراسة علم النفس كاملة ونافعة. في الحقيقة هناك العديد من العلماء النفسانيين المتقدّمين والقادرين على رؤية صلاحية علمهم، يجدون أنه "يحتاجون لشيء ما" في حقل علم النفس الحديث لأنهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على إحداث التأثيرات بالغزارة المرغوبة في الحقل العملي. تتجاوز تأثيرات التأمل التجاوزي الحدود المتوقعة من قبل التحليل النفسي، الذي يجاهد كي يجلب إلى الحالة الواعية فقط المادّة المكبوتة في منطقة "السابق للوعي" من النفس، لكنه يخفق في ربط العقل الواعي بالمستويات الأعمق للاوعي وهكذا يخفق في كشف الإمكانيات المستترة – كي لا نقول شيئاً عن الوصول إلى حالة الوعي الصافي ما بعد اللاوعي أو الحالات العقلية النسبية ما بعد كلّ حدود العقل اللاواعي. ها هي الدعوة إلى كلّ علماء البحث في حقل علم النفس للاختبار بأنفسهم صلاحية النظام وللعمل على نظريات أخرى خارج إطار النظريات الحالية لعلم النفس.
((4)) علم الاجتماع
إن مجال علم الاجتماع هو دراسة سلوك الشعب والمجموعة. إنه يستهدف تحسين جملة الإنسان بإتقان نمط سلوكه الاجتماعي. إن العلاقات المتبادلة لأعضاء مجموعات الشعب تصوغ معيار المجتمع. يعتمد السلوك الاجتماعي للأعضاء أساساً على حالات عقولهم الفردية. عندما يكون الفرد غير مطمئن من الداخل، يتصرّف ويتعامل مع الآخرين في حين يدفع بالدوافع المخفية لإنجاز أهدافها. هذا ما يجلب التصنع في علاقاته مع الآخرين، والتي تؤدّي إلى فساد هذه العلاقات في المدى البعيد. هذا ما يكسر الانسجام في حياة الشعب. ما لم يستهدف علم الاجتماع تحسين الطمأنينة الداخلية للأفراد ويزيد الحبّ للآخرين، تبقى غايته غير متحققة. يعمل التأمل التجاوزي على جعل تحقيق من هذه الغاية ممكنة. لذلك يجب أن يكون التأمل جزءً من دراسة علم الاجتماع. إن العالِم الاجتماعي الذي لم تكتمل شخصيته الخاصة بشكل صحيح لا يستطيع دراسة العلاقات الإنسانية بشكل مرضي ويطبّق معرفة العلوم الاجتماعيات لتحسين العلاقات الإنسانية. يقود التأمل التجاوزي العقل إلى السعادة الداخلية ويجلب الطمأنينة الداخلية، التي تؤدّي إلى التفكير الصحيح والقيم الصحيحة في الحياة. تؤدي الطمأنينة الداخلية بشكل طبيعي إلى زيادة التحمّل والقدرة لتنسيق الناحيتين المضادتين للسلوك، ويجلب الحبّ التلقائي للآخرين انسجاماً متبادلاً. يعتمد تحسين العلاقات الاجتماعية على الرغبة والقدرة على تعديل الطبيعة المختلفة والظروف المختلفة في المجتمع. تتحسّن العلاقات الاجتماعية من خلال الصفات المتطورة في عقول وقلوب الناس. يذهب الحبّ التلقائي لإيقاظ روح المغفرة، ولخلق القدرة على محبّة الآخرين. إن من لا يمتلك الانسجام الجيد بين الجسم والعقل سيخفق في امتلاك النظرة الشاملة للحياة أو لبيئته المحيطة أو للعلاقة بين الناس. على العالم الاجتماعي أن يمتلك فكراً حاداً ودقيقاً وشاملاً كي يستطيع دمج براءة الطفل وحكمة الأبّ المسن في نفس الوقت. ومن ثمّ يمكنه وحده أن يفهم امتلاء وكمال العلاقة بين الأبّ والابن. وعلاوة على ذلك يجب على العالم الاجتماعي أن يكون قادراً على فهم وجلب التحسين إلى السلوك الموجود بين المستبدّ القاسي والرجل المضطهد العاجز البريء.
((5)) الاقتصاد
الاقتصاد هو علم الإنتاج والتوزيع والاستهلاك المصادر النادرة من أجل إرضاء الحاجات البشرية. سيتم إتقان الاقتصاد عندما يعطي حالة من الوفرة في الحياة لإشباع حاجات الناس بشكل صحيح. يمكن خلق مثل هذه الحالة من الوفرة المادية ، لكن من الصعب القول فيما إذا كانت سترضي الإنسان وتجعله مقتنعاً، لأنه حتى أولائك الذين لديهم اليوم الوفرة في حياتهم الفردية لا نجدهم راضين كليّا. إذا لم تتحقق قناعة الإنسان، ستفسد الغاية الحقيقية للاقتصاد. مع كل التشديد، يجب علينا القول بأن بأنّه ما لم يحقق الرجل حالة من السعادة ذات طبيعة دائمة، لن يكون مقتنعاً وراضياً في الحياة. ونيل هذه الحالة من القناعة الدائمة هو الهدف النهائي للاقتصاد. لذلك، يبدو أن حقل الاقتصاد لا يجب أن يكون مقّيداً بالإنتاج المادي والاستهلاك وحدها، لكن يجب أن يمتدّ لجلب وسائل السعادة الأكبر ذات الطبيعة الدائمة في حياة كلّ شخص. إن التأمل التجاوزي هو الوسيلة المباشرة لتحقيق السعادة الداخلية، إنها السعادة العظيمة التي يمكن جعلها جزءً لا يتجزأ من طبيعة الفرد. هكذا نجد التأمل يجلب اكتمال الهدف الأعلى للاقتصاد. إنه للاقتصاديين المتقدّمين اليوم تقديم هذا التأمل في دراستهم. وما عدا هذا، يحسّن تأمل القدرة والكفاءة في عمل الرجال ويغني حقل الاقتصاد مباشرة في الطبقة المادية، التي فيها يعنى الاقتصاد الحالي بشكل جيد. هكذا نجد التأمل التجاوزي مطلباً أساسياً للاقتصاد في حالته الحاضرة. من المقترح لعلماء البحث في حقل الاقتصاد بأنّ هذه الموضوع هو الأكثر مناسباً للدراسة والتطوير. هذه الملاحظة لوحدها، بالارتباط التأمل مع اقتصاد، يأخذ مجال الاقتصاد خلف حدود نظرياته الحالية، ويمدّد مجاله إلى حدوده الصحيحة. إذا كان حقل الاقتصاد محدوداُ لخلق الوفرة المادية وحدها، سنرى هزيمته في تحقيق غايته. ((6)) علم السياسة
إنّ غاية دراسة علم السياسة هي في التعلّم كيفية تنظيم البشر بشكل أفضل من أجل تحقيق السلام والسعادة الأكثر في حياتهم. كانت هذه وجهة النظر المقبولة لدور علم السياسة منذ وقت الكونفوشيوسية. من أجل تحسين العالم، يجب على الفرد أن يحسّن البلد؛ ومن أجل تحسين البلد، يجب على الفرد أن يحسّن الشعب، ومن أجل تحسين الشعب، يتوجب تحسين الفرد. إذا استطاع الفرد إتقان نفسه، تتجه العائلة إلى الكمال؛ ومن العائلة ينتقل التأثير إلى الشعب؛ ومن ثم من الشعب إلى البلد وإلى العالم. إن دراسة المقارنة المجرّدة للدساتير السياسية للبلدان المختلفة وأحزابها السياسية وعاداتها من المستحيل أن تساعد الإنسان في التحسن كإنسان. ولذا، إذا كان مجال علم السياسة مقّيد فقط بهذا النوع من الدراسة، ستهزم الغاية الحقيقية لعلم السياسة. يكشف التأمل الإمكانيات المستترة ويحسّن قدرة الإنسان في كلّ مسالك الحياة. لذلك، يبدو من المستحيل التجاهل بأنّ ممارسة التأمل يجب أن تضاف إلى دراسة علم السياسة. بمعرفة التنظيمات إضافة إلى تطوير الإمكانيات المستترة الداخلية، ينمو الإنسان في بالصفات والقدرات الأفضل. هذا ما سيحقق غاية دراسة علم السياسة، ويكمّل وينجز مجاله الأوسع. لذلك، من المقترح إضافة بضع الدقائق يومياً من التأمل التجاوزي إلى دراسة علم السياسة.
[b] | |
|