الكارح ابو سالم ـ هبة بريس
تابعت هبة بريس باهتمام استضافة الصحفي “ عز الدين “ براديو اصوات عشية
يومه الاربعاء مابين الساعة السادسة والنصف الى حدود السابعة والنصف ،
ضيوفا لم يظن الصحفي انهم سيكونوا شرسين بالشكل الذي ظهروا به اثناء تنشيطه
لبرنامجه الاسبوعي .
كانت اول ضربة تلقاها الصحفي مع بداية البرنامج ، هي الملاحظة الموضوعية
التي ابداها عبد الصادق السعدي الكاتب العام للنقابة الديمقراطية للعدل
بخصوص ضيوف الحلقة ، حيث ابلغ عبر استدعائه من طرف معد البرنامج ، ان الضيف
الثاني هو مصطفى الرميد ، في حين وجد نفسه محاطا بوزير العدل والحريات ،
ورئيس ديوانه ، وكذا مدير الموارد البشرية يحملون بين ايدهم ملفات
ومستندات اعدت كوسائل حربية للدفاع ، والصحفي عزيز الحر عن يومية المساء ـ
دون غيره من صحفيين اخرين ـ لاغناء الحوار، الامر لم يستسغه السعدي ورغم
محاولة منشط البرنامج “ في مناورة منه “لاخراس صوته ، لكنه لم يفلح امام
نقابي متمرس في التشبت بالقاء الملاحظة ، وتاسفه على عدم احضاره هو الاخر
لاعضاء من مكتب نقابته ،
موضوع الحلقة ،يتعلق بالاضرابات المتتالية بقطاع العدل ، والموضوع
المحسوم فيه مسبقا في اقتطاع اجور المضربين عن العمل ، والذي اقسم بشآنه
الرميد بعدم التراجع عن القرار حتى وان كلفه الامر حقيبته الوزارية.
احتدم النقاش بين الوزير والنقابي ،فكانت بذلك الضربة الثانية للصحفي “
عز الدين “ حيث انتفض على اثره الرميد فهب قائما للانسحاب من البرنامج دون
اي اعتبار للمستمعين الذين لم يعرهم حتى “ عزالدين “ الاهتمام اللازم
للمداخلات جريا على عادته في باقي برامجه المتميزة ، واكتفى بمداخلتين
اثنين فقط ، شكك السعدي في توجههما خصوصا انه اخبر من طرف معد البرنامج
اثناء استدعائه ان لا مجال للمداخلات ، لكون حصة البرنامج غير كافية ،
عقب ذلك اضطر منشط البرنامج الذي كان في وضع لايحسد عليه الى تمرير فاصل
اشهاري “ دقيقة تامين “ من اجل “ لمزاوكة “ في الضيفين العنيدين للحفاظ على
هدوئهما ، ليعود مفتتحا الجزء الثاني من البرنامج قائلا : “” المشاكل التي
تعيشها وزارة العدل نعيشها نحن الآن ، فكيف سنواصل الحلقة ، وكيف ستواصل
وزارة العدل عملها اذا كان الخلاف وصل الى هذا الحد ؟ “”
خلاصة البرنامج ، دافع السعدي دفاعا مستميتا عن جهاز كتابة الضبط ،
واكد ان سبعة واربعين بالمائة منهم يتقاضون الحد الادنى من الاجور مما ادى
الى انتشار العديد من الاختلالات ،ومع ذلك ـ يضيف السعدي ـ فمطالب النقابة
الان ليست مادية ،بقدر ماهي مهنية ادارية ،كموضوع الكوطا في الامتحانات
والمباريات ،ومطلب الغاء الامتحانات الشفهية ، واشار الى ان نقابة العدل
هي الوحيدة في المغرب التي اخذت مبادرة العمل خلال شهر اكتوبر بلا عطل ،
فاشتغل الموظفون بايام السبت والاحد ومنهم من اشتغل حتى بالليل من اجل
انجاز كل التراكمات ، ولم يقل لهم اي مسؤول انكم محتلون للمحاكم، اما امر
الاقتطاعات فالنقاش بصدده ، هو نقاش مغلوط لانه مبني على من هو مع او
ضد،علما ان تاريخ الاقتطاعات بالمغرب هو تاريخ اسود نظرا للخلفيات السياسية
التي تسوده، كمرسوم سنة1979 الذي ظهر لمواجهة الكفدرالية الديمقراطية
للشغل انذاك ، ثم بعده مرسوم 1984 الذي استحدث ايضا لمواجهة الاحداث
المساوية التي عرفها المغرب في هته السنة
السيد الرميد بدوره ، مسؤوليته كوزير لم تسعفه لطآطاة الرآس امام الكم
الهائل من الاعتبارات التي تقدم بها غريمه النقابي ، ولم يجد بدا من نعت
السعيدي بانه يتكلم دوما في التاريخ ـ في اشارة منه الى ملفات الماضي ـ
وانه يجب التحدث في الظروف الحالية التي يعيشها القطاع ،كما استشهد الوزير
بتقرير “ الصوفي “ مدير الموارد البشرية حول العمل الذي قام به موظفو جهاز
كتابة الضبط خلال ايام العطل في شهر اكتوبر كان عملا صوريا فقط .
كما اضاف الوزير ان النقابة لا تستشير الحقوقيين في اشكالها الاحتجاجية
،وان وزارته تعتبر النقابة الديمقراطية للعدل شريكا اساسيا ، وانه مستعد
كوزير وبنسبة مائة في المائة للتحاور لكن بدون اضرابات .
معد البرنامج “ عز الدين “ تنفس الصعداء مع اخر ثانية من عمر برنامجه
الاسبوعي وهو يعد مشاهد الهفوات التي وقع فيها ، امام تصافح الخصمين من باب
ان الامور عادية ، في حين ان الكل ،الضيوف وطاقم البرنامج عاشوا لحظات
عصيبة شبيهة بلحظات الرهائن بين ايدي مختطفيهم ....