حينما يكون المسؤول محاطا بثعالب

لا تخلو ادارة من الادارات او مؤسسة من المؤسسات من صراع كبير بين حرسين، حرس النظام القديم ومحصنو النظام الجديد.
حرس النظام القديم الذي يدافع عن مصالحة الخاصة التي راكمها في العهد القديم وبهذا فهو يدافع عن نفسه اكثر من ولي نعمته السابق الذي ذهب الى غير رجعة، واذا صادف توجه المسؤول الجديد وساير توجهات المسؤول القديم، فالامور تكون متناغمة وفي احسن احوالها مادام الحرس القديم هو الحرس الجديد ومصالحه غير مهددة بل قد تعرف ازدهارا ونموا في ظل المسؤول الجديد.

والحرس القديم الذي راكم الثروة والسلطة، راكم ايضا التجربة في التعاطي مع المشاكل وفك الغازها وهو في جميع الاحوال يتفادى المواجهة المباشرة ويلجأ الى الاستعانة بشبكة من العملاء ان صح التعبير، وهؤلاء ينتشرون في كل مستويات الادارة من حلقتها الصغيرة الى الكبيرة: فالحارس أو الشاوش أذنه دائما على الباب أو يفتح جزءا من الباب حتى يكون الاستماع جيدا وهو دائما يتظاهير بنسيان شيء ما خصوصا في الاجتماعات المصيرية للمسؤولين، ثم الكتابات الخاصة التي لاترسل مراسلة دون حفظ مضمونها ان تعذر نسخها.

هاته الحلقة المحيطة بالمسؤول تعمل في تنسيق مباشر مع الحرس القديم ولا يمكن ان تنسلخ عنه لاعتبارات مصلحية ومصيرية بين الطرفين الذين تورطها ممارساتها السابقة والتي تبقى ورقة تهديدية بين الطرفين لربط مصيرها،

ان أهمية محيط المسؤول تتجلى أولا في استحالة تغييره مرة واحدة نظرا للتجربة التي راكمها، وثانيا في العلاقات التي يربطها مع اطراف خارجية قد تتعدى سلطة المسؤول الصغير بالادراة، ثم في كمية المعلومة التي يتوفر عليها ويزود بها الحرس القديم الذي يكون على استعداد تام لتحوير كل المبادرات التي تأتي من المسؤول الجديد والتي تحتاج تكتما ودقة في التنفيذ

ان أغلب المسؤولين، وبفعل الترابطات المشار اليها يجد نفسه مكبلا من جميع الجهات، ويلعب الوقت دورا مهما في حسم الامور خصوصا اذا استطاع الحرس القديم توريط المسؤول الجديد في ملفات أو صفقات: آنذاك تنتهي لعبة شد الحبل ويصبح المسؤول الجديد لعبة في يد الحرس القديم.

يتبع،