سيكولوجية الديكتاتور

سألت كوندوليزا رايس مبارك ما الاصلاحات التي تقوم بها من أجل شعبك؟فأجاب أنا أعرف شعبي, شعبي لا يحب التدخل الخارجي. سأل مذيع البي بي سي القذافي لماذا لا تستجيب لمطالب شعبك؟ فأجاب أنا أعرف شعبي, شعبي يحبني. سألت باربرا والترز الاعلامية الامريكية بشار الاسد لماذا تقتل شعبك؟ فأجاب أنا أعلم بشعبي, وظيفتي أن أحمي شعبي من الجماعات المسلحة. وهكذا يتحدث الديكتاتور وكأنه يعرف كل شيء, يملك كل شيء, يخاطب من يرأسهم من مكانة أعلي لأنه يظن أنهم الادني, دائما علي حق, يثاب من ينافقه ويلقي من يخالفه سوء العذاب, يعطي الحقوق لمستحقيها بدافع المن والاحسان, ويسلبها استنادا لشرعية الحاكم, يسلب الفكر منطقيته بدافع الدين, يسلب الانسان كرامته بدافع الأمن, يحتكر الرأي بدافع الاستقرار, وهكذا يفكر الديكتاتور, لا ينفتح علي العالم لكيلا تنكشف عيوبه ويمجده شعبه, ينسحب من الحوار الذي لا يفرض ارادته فهو يسأل ولا نسأل يستبدل بالخبرات أهل الثقة مهما انعدمت رؤيتهم, يصل للسلطة منتخبا أو مورثا, وهكذا تقهر الشعوب فتنهب ثرواتها ويضعف الفقر اجسادها وينضب الجهل عقولها ويسهل حكمها أجيالا. يا شعب المغرب العظيم, لا تنتخبوا من يحكمكم بالعصا, انتخبوا من يقودكم بالعلم والمعرفة, لا تنتخبوا من يستنسخ ديكتاتوريات افقرت شعوبا من حولكم فتفقركم, انتخبوا من يقودكم برؤية نهضوية غير مشروطة مهما كانت آراؤكم أو عقائدكم أو ملبسكم, انتخبوا من يحترم انسانيتكم قبل وطنيتكم .