التمثيل البرلماني هل هو مسؤولية أم غنيمة ؟
لقد اثار انتباهي مقال منشور بجريدة اخبار اليوم بعدد يوم الثلاثاء الماضي حول موقف بعض مستشاري الغرفة الثانية ، و خاصة منهم ممثلي المؤجورين ، بمطالبتهم تمديد ولايتهم من داخل المجلس المذكور على اعتبار انهم سيواجهون التشرد و "التتريك" حسب قول احدهم . فبعد قراءتي المقال انتابني شعور بالامتعاض و الاستياء العميق جراء هذا المطلب السخيف و الذي ينطوي على انانية مفرطة و يكشف عن انتهازية بعض ممن يمثلوننا بالمؤسسات الدستورية على علتها ، كما راودتني العديد من الاسئلة عن ما آلت اليه اوضاعنا سياسيا و اجتماعيا .
و هنا اطرح سؤالي على هؤلاء "المستشارين" المطالبين بالتمديد هل تعتبرون انكم في مهمة تمثيلية/نضالية للدفاع عن الطبقة العمالية و كافة المؤجورين ام في مهمة للاغتناء و الارتقاء الاجتماعي على حساب فئة المأجورين التي وضعت فيكم ثقتها لتمثيلها و ايصال صوتها و مطالبها الى المؤسسة التشريعية؟
يبدو و للاسف ان هؤلاء بموقفهم هذا كشفوا عن وجههم الانتهازي الذي وصل بهم حد الاستجداء قصد الحفاظ على "امتياز" الاجر و التعويضات التي تصرف للمستشارين ، متناسين انهم في مهمة تمثيلية فقط و ان هذه المهمة يمكن ان يوضع لها الحد في أي وقت و انها ليست امتيازا او مكسبا شخصيا لا يجب المساس به ، هذا ان نحن تناولنا المسألة من جانبها الشخصي أما اذا أخذناها من الجانب السياسي و سياقها الدستوري فهذه هي الطامة الكبرى ، فكيف يعقل ان يطالبوا بتعطيل تنزيل الدستور و مقتضياته استكمالا لبناء باقي المؤسسات فقط لان ذلك يتعارض و مصلحتهم الشخصية؟
عجبا كيف لبعض الاشخاص و بمجرد ولوجهم قبة البرلمان ينسون او بالاحرى ينسلخون عن فئتهم أو الطبقة الاجتماعية التي ينتمون اليها و يتنكرون لماضيهم و ينقلبون على المبادئ و الافكار التي لطالما تغنوا بها امام الطبقة العاملة .