نعم إنها اللحظة الحاسمة التي نعتقد انها ستعتبر مرحلة مفصلية ستعجل بالإستجابة لمطالبنا المشروعة ، إنها لحظة دخول الدفاع على الخط الذي تحول بقدرة قادر إلى هجوم ، ولقد سبق لي التحذير من أي تراجع عندما يتكلم هؤلاء ، لكن للأسف الشديد وقع ما تم التحذير منه ، فلقد استطاع اخطبوط المحامون ان يقوموا بدور البلطجية ضد الإصلاح ، فيكفي فقط ان يعلنوا عن تنظيم وقفة احتجاجية حتى يتم تسخير كل الأساليب الغير البريئة لكي يسكتوا شريحة من كتاب الضبط بفعل تدخل جهات تخشى من هؤلاء أو ربما تعتبرجزء منها
من المعروف أن هيئة المحامين تتمتع بقوة ضغط كبيرة في المغرب استطاعت ان تحقق بها الكثير حتى في علاقتها مع وزارة المالية ومديرية الضرائب ، وها هي الآن تعطل مطالبنا المشروعة بفعل هذا الضغط وبفعل اللوبي الذي راكمته داخل الوزارة ، انا لا أوجه النقد لهيئة المحامين بقدر ما أستغرب كيف لنا أن ننحني لهم ونستسلم لرغباتهم ، فهي هيئة مهنية ولا تدخر أي جهد للدفاع عن مصالحها ومن حقها ان تقوم بذلك ، لكن أستغرب كيف لهيئة نقابية تؤطر موظفي العدل أن تتواطئ خدمة لمصالح هيئة المحامين لتضرب عرض الحائط طموحات موظفي المحاكم المقهورين
إنني من هذا المنبر أندد بأسلوب الخنوع والإستسلام امام جبروت هذا الأخطبوط ، كما أدعوا كافة الموظفين إلى التنديد بهذا التصرف المخجل وادعو النقابة الوطنية للعدل إلى الإستمرار في التعبئة من أجل الوقوف ضد هؤلاء فالأعداء يتزايدون ويجب تنظيم الصفوف وإعداد العدة الكاملة للمواجهة ، نحن مع خدمة الصالح العام ونحن مع استمرارية المرفق العام في تقديم خدماته للمواطن ، لكن يجب مقابل ذلك البحث في أسباب المشكل ومعالجته بصفة نهائية حتى نضمن استمرار مرفق القضاء في العمل بشكل عادي ، فنحن مضطرون ومجبرون للأخد بهذا الشكل النضالي الذي نعتبره في نهاية المطاف وسيلة وليس غاية في حد ذاته ونحن مستعدون للعودة للعمل في أي لحظة لأننا لسنا من ذوات المشاريع الخاصة حتى نتفرغ إليها على حساب العمل بل نحن مجرد موظفين بسطاء ولا نطالب إلا بمطالب تضمن لنا أدنى مستوى للعيش الكريم في مغربنا الحبيب