ال ف د ش / ن د ع صراعات لا تنتهي

في الفايسبوك

الى أين تسير الأمور داخل الفيدرالية الديمقراطية للشغل؟
مع ما حدث في الرباط والبيضاء من أحداث مؤلمة, وبعد هدا الدي حدث في سيدي قاسم يبدو أن مجرد الحضور في نشاط منظم تحت يافطتها وبغض النظر عن الطرف المنظم بات يهدد
السلامة البدنية للحاضرين, وما بالنا بالمناسبات التنظيمية الجهوية والمحلية وما تعنيه من تشكيل أو تجديد المكاتب المسيرة والممثلة للمركزية على طول خارطة الوطن؟
احداث مؤلمة وموجعة للقلوب والعقول مرشحة للتوسع بحكم انطلاقة الموسم الاجتماعي وما يعنيه من محطات ومناسبات واستحقاقات من جهة,و تشبت كل طرف بتمثيليته للمركزية وعدم الاستعداد للتنازل عنها مهما كانت التكلفة من جهة أخرى.
ان الاعتقاد بالقدرة على حسم الأمور اعتمادا على نتائج ما سمي بالمؤتمر والكيفية التي عقد بها والمنهجية التي اعتمدت من طرف الداعين له, وعبر اللجوء للمساطر القانونية وطلب تدخلات السلطات الادارية أو حتى اللجوء للقضاء, هو اعتقاد مبني على الوهم وعدم الحساب جيدا .
الصراع حول السيطرة على المركزية هو امتداد للصراع على مواقع النفود والتسيير داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية , والصراع حول المركزية لا يمكن أن يكون الا شرسا بين الطرفين المتصارعين حول الحزب ودلك لأهميتها الكبيرة في الساحة الوطنية والعلاقات مع مختلف الفاعلين وأصحاب القرار والنفود الاقتصادي والسياسي والاداري داخليا , اضافة الى كونها بوابة للتواجد والحضور على المستوى الخارجي.
ان تصدير الصراع داخل الحزب الى المنظمات الجماهيرية التي له نفود قوي فيها, يعود أساسا الى نوعية العلاقة التي يتمثلها الحزب مع هاته المنظمات وأساسها السيطرة والنفود لضمان اخضاعها لحساباته وتكتيكاته واستعمالها كأدوات للصراع والتفاوض وصياغة الحلول , واستحالة احتضان الحزب للرؤى المختلفة والسماح لها بالتعبير عن نفسها والتنافس بينها على أرضية الأفكار والبرامج والمقترحات واعتماد المنهجية الديمقراطية في التدبير والوصول لمواقع القرار والتسيير الحزبيين, وهي الاستحالة التي تجلت بأشكال متنوعة منها الانشقاقات وتفريخ الأحزاب دون حاجة موضوعية في غالب الأحيان , وصولا الى تجليات ومخلفات الصراع ما بعد المؤتمر ووصول لشكر وأنصاره الى مواقع القرار الحزبي لتنطلق فصول بسط السيطرة والقضاء على المخالفين في الرأي واحكام القبضة على التنظيمات التي ينظر اليها كمنظمات موازية للحزب ولها دور حاسم في حسم الصراع داخله من جهة وفي فرض الدات داخل الساحة الداخلية والخارجية.
للأسف , ليس فقط الطرفان المتناحران هما من سيتحمل الانعكاسات والنتائج الوخيمة لهدا الدي حدث ويحدث وسيحدث, ولكن أيضا المئات من المأجورين الدين اختاروا الفيدرالية ونقاباتها القطاعية كفضاءات للتواجد والفعل والنضال من أجل الحقوق المشروعة والحياة الكريمة في وطن ديمقراطي حداثي يتسع للجميع ويصير الانتماء اليه مصدر الفخر والاعتزاز, وهده نتيجة حتمية لا يوليها المتصارعون أي اهتمام, ولكن المؤلم أكثر هو تزكية هدا النهج المدمر من لدن فاعلين نقابيين داخل الفيدرالية ليس لهم أية صلة تنظيمية بحزب الاتحاد الاشتراكي ولا يعنيهم الصراع المحموم حول السيطرة داخله بين جناح لشكر / الفاتيحي وجناح الزايدي/ العزوزي وهما جناحان يتشبت كل منهما بالانتماء للحزب ويقاتل من أجل النفود داخله لكن دون أي اعتبار للقيم والمبادئ والاعراف المفترض احترامها واعتمادها كمنتمين لحزب محسوب على الصف اليساري والديمقراطي الحداثي وطالما ناضل وطالب بالديمقراطية ومنهجيتها ومقتضياتها بل وقدم في مراحل مختلفة تضحيات وضرائب من أجلها.