كان يا مكان

يا مكان في قريب الزمان اناس يقدمون خدمات مهمة في مرفق من مرافق الدولة المغربية ،إنه مرفق القضاء ، ذات يوم استفاقوا كلهم وانكشف امامهم الوضع المزري الذي يحيط بممارسة وظائفهم ، فقصدوا فورا الجهة التي تشغلهم في شخص وزير يسمى في حكومة هذه الدولة بوزير العدل قاءلين له : سعادة الوزير المحترم نحن خدام وزارتك وننفذ سياسة وزارتك، لكن نحن نعيش أوضاعا مزرية ولابد أن تشملنا بعطفك وتحسن هذه الأوضاع . فقال السيد الوزير :لكن على أي أساس ؟ قالوا بناء على الإرادة السامية لملك البلاد الذي نادى في عدة خطب بضرورة تحسين أوضاع موظفي كتابة الضبط وإخراج نظام أساسي محفز و محصن لهم . ألم تسمع ذلك يا معالي الوزير ؟ أجاب السيد الوزير بعد تردده وفي وجهه ابتسامة جافة قال: سمعت ولكن كثرة أشغالي تسيني بعض الأمور ولو كانت مهمة، قبل أن يرن هاتفه النقال فجأة ليجيب ويقول: أهلا صاحبي كيداير بخير راني جاي ملمحا بإشارة من يده لقاصديه فهموا منها أنه قال لهم سمحوا لي عافاكم ، لكن فجأة قال لهم باللهجة المغربية " شوفوا عرفتوا أشنو غاديرو عطيوني شي ثلاتة منكم باش نداولوا فالأمر مغلقا باب سيارته الفاخرة متجها نحو الشخص الذي هاتفه
بدت الحيرة في وجوههم واتبعوا نظرات أعينهم إلى سيارة السيد الوزير التي اختفت بعد ثواني فقط ،و محاولة منهم لتنفيد ما قاله الوزير ،كلف هؤلاء ثلاتة أشخاص ليتولوا توصيل كامل الرسالة للسيد الوزير الذي لم تسعف التكنولوجية الحديثة في اكمالها له مطالبين إياهم بتوحيد الكلمة وتناسي اختلافتهم وحذروهم من الإستجابة لمطالب شخص قد يصادفونه في الطريق اسمه "السياسة" لأن الوقت غير مناسب للإستجابة له و لأن مصالحنا كخدام السيد الوزير لا تتناسب ومطالب السيد "السياسة" لان هذا الشخص يتواجد في كل مكان ويوجد أبد الأبدين ويمكن لكم الرجوع إليه في وقت لاحق لكن ليس الآن.
استمع الأشخاص الثلاتة وهم "الكدشة" و"الفدشة" و"الجامعة" لما قاله لهم موكليهم خدام السيد الوزير متعهدين كلهم بالإلتزام بما جاء في الوكالة قاصدين باب السيد الوزير. وبعد طرقهم لباب قصر الوزير خرجت إليهم ابنة السيد الوزير فقالوا لها
_ كاين باباك أبنتي
_ قالت نعم ولكن لا زال مشغولا بالمكالمة الهاتفية .
بدت في محياهم ملامح عدم الرضا مستحضرين ما جرى في اللقاء الأول مع السيد الوزير ، وبعد طول انتظار خرج إليهم السيد الوزير وقال:
_ شكون انتوما ؟
_ نحن وكلاء خدامك جئنا لنحيط جنابكم علما بما وكلونا به فهم يطلبون منكم تحسين أوضاععهم وانهم ملوا من طول انتظار وأصابهم الرعب بعد عدم تنفيذ ما جاء في خطاب سيدنا.
_ اأش سماكم الله بعدا ؟
اخد الفدشة الكلمة
_هذا سميتوا الكدشة وهذا خونا الصغير سميتوا الجامعة
وعلاش جيتوا هاد المرة بثلاتة؟
- علاحقاش حنا الليكان نمتلوا خدامكم كلهم
- واخا غادي نشوفوا الطلب ديالكم ولكن صبروا شويا
وبعد مغادرة الوفد منزل السيد الوزبر بدأ يهمس السيد الوزير وحده متأملا في ديكور الجبس الذي يؤثثت سقف منزله وقال :
_ هاد الناس اللي جاو بثلاتة وكايطالبوني بهاد الشي ماشي مزيان ماعمرهم جاو بثلاتة حتى لدابا خاصني شي حيلة باش ما يجيونيش كلهم مرة وحدة ، وأخد الوزير هاتفه وهاتف شخص لم يسمه بالإسم
- واكيداير لاباس كولشي مزيان غير ثلاتة الناس عاد خرجوا من عندي كالوا لي راه موكلين من خدام المحاكم باش نسوي ليهم الوضعية ديالهم
_ سميتهم؟
_ واحد سميتوا الكدشة وواحد سميتوا الفدشة والثالت سميتوا الجامعة
_هادوا جاو كاع بثلاتة فمرة وحدة غريبة هادي ؟
_ اييه أسيدي حتى أنا اتعجبت. عيش نهار تسمع اخبار
_ شوف حاول تفرقهم راه ثلاتة بزاف
_ولكن باش ؟
_شوف غان نعطيك نمرا دواحد السيد سميتوا السياسة وغادي يفرق ليك بينتهم
_الله إجازيك بخير
و بعد رجوع الأشخاص الثلاتة إلى السيد الوزير سألهم هل تعرفون شخص اسمه السياسة؟
اقالت الفدشة : نعم أعرفه تمام المعرفة وهو الذي أوصلني إلى هذا الموقع بعد ما تعرفت على الوردة الحمراء موضع سؤاله
وقالت الجامعة : ومن لا يعرف السياسة, فهو الذي أعطاني المصباح لكي يخرجني من ظلمات النقابة إلى نور السياسة
_أما الكدشة فأجابت : أنا لا أعرفه تماما ولكن لا بأس ان أعرفه إن أمكن
أجاب الأشخاص الثلاتة بجوابهم هذا متناسين أو تناسوا وصية موكليهم باتخاد الحيطة من شخص إسمه السياسة ، لأن الفدشة والجامعة استفادوا من خدمة السياسة ولا يمكن التنكر لما يطلبه منهم أما الكدشة فلديها رغبة في معرفة هذا الشخص الذي يعرفه السيد الوزير ويسكن معه
أعاد السيد الوزير الإتصال بنفس الشخص واخبره بمضمون جواب الأشخاص الثلاتة الذي فرح بهذا الجواب وقال :
_ آآ آ آ الفدشة والجامعة كيعرفوه والكدشة بغات تعرفوا
_ اييه أسيدي وكالت لي الفدشة راه عطاها الوردة والجامعة اعطاها المصباح
_ إوا مزيان صافي مول الوردة راه معانا فالحكومة ومول المصباح راه ساهل غير نهددوه شويا ويتكمش ويرجع داك الولد الصغير اللي سميتوا الجامعة علاقاش هما ديما هما برا وكثيرة فيهم غير الهدرة فالجلسات الشفوية دالبرلمان
_ واشنوا نديروا للكدشة ؟
_شوف الكدشة نشوفوا معها وندوخوها بالهدرة ونعطيوها شي وعود خاوية بلا جدول زمني فديك اللجنة اللي دارها صاحبنا عباس وغادي تسكت
_ زعما غادي تقبل ؟
_ إوا شنو ، كانلعبو ولا؟ إلى مابغاتش راه كاين النووي
_كيفاش ؟ حتا حنا عندنا النووي بحال إيران ؟
_لا لا أسي الناصري مالك ما بغيتيش تفهم
_إوا راك عارف أنا غير محامي كانتقن المرافعات بلا سياسة
_بغيت نكولك زعما الأموي
_ واخا الله إرحم الوالدين عيطلي عافاك على نوبير واهددوا ولا دوخوا بالهدرا باش اسكت لينا الكدشة
وفعلا تدخل النووي/ الأموي وعرف الكدشة بالسياسة ناسيا أنه ضربها بالنووي الذي أنتج في مكتب الأموي في هذا الوقت الحساس لكن بعد وقوع الإنفجار النووي في بيت الكدشة العدلية عادت الفدشة إلى السيد الوزير بنفس المطالب وهي غاضبة وقالت للوزير بغيتي تقولبنا زعما ؟ أما الجامعة فنظرا لصغرها فهي تلفات مسكينة وشدت الأرض. ليعيد الوزير الإتصال بنفس الشخص ليوقول له أن الفدشة رجعات. ودون أن أنتظر لمعرفة جواب هذا الشخص على رجوع الفدشة لبيت الوزير ،رجعت بدوري لكي أجد كل خدام المحاكم غاضبين من خيانة الكدشة والفدشة والجامعة لهم ويفكرون في قيادة المعركة ضد هذا الشخص الماكر الذي اسمه السياسة ووزير العدل بأنفسهم دون واسطة لكن بعد أن يقلبوا الطاولة على هؤلاء الأشخاص الثلاتة في القريب العاجل خصوصا بعد علمهم بأن القانون يعترف بالنشاط النقابي الذي تمارسه جماعة العمال الغير المؤطرين في إطار نقابي وبعد علمهم بأن وزير العدل مستعد للتحاور حتى مع شخص واحد شريطة ان يتبنى المطالب المشروعة لموظفي العدل . نعم تمخض الجبل وولد فأرا . "اللي حرث الجمل دكوا" هذا هو الأموي/ النووي يا زملائي في النقابة الوطنية للعدل وللقصة بقية