ما اثار انتباهي خلال هاته الايام التي غبت فيها عن هذا العالم الافتراضي وانغمست في عالم الاجراءات والادارات والروتين اليومي، هو تدخلات بعض موظفي المحكمة التجارية والتي حاولت خلط الاوراق وزرع بلبلة من نوع آخر وذلك انسجاما مع منطق القادة العرب الملتصق بالكرسي.
ففي تونس، مصر، ليبيا، اليمن، سوريا...، وفي البدايات الاولى للازمة والنضال من اجل تغيير الواقع، تلتجئ الانظمة الى اجهزتها وابواقها الدعائية لتزين صورتها الكارثية وتتهم المعارضين بالتشويش والعمالة ووو، وعندما تزداد قوى الشعب والتغيير صلابة وتحديا، تنتقل الى خطة الاعتراف ببعض الاخطاء مع اصرارها على البقاء وتنفيذ مخططاتها القذرة، وحينما يستحيل الامر، تكشف عن وجهها الحقيقي الدموي وتلقي بالجميع في سلة واحدة حتى يتساوى العدو مع الصديق وتحاول خلط الامور وتقديم الكل بوجه الفساد.
أظن، ان نفس الشيء حدث ويحدث في تجارية مكناس، ففي البداية سخر المسؤولون ضعاف النفوس للدفاع عنهم، وتشويه صورة المناضلين الحقيقيين الذي يدافعون عن ملفات مطلبية واضحة وضوح الشمس وعلى رأسها التنقيط الانتقامي، وبعد فشل هاته الخطة التي تصدى لها موظفون ومناضلون من داخل وخارج مكناس بحزم ومبدئية منقطعة النظير مما دفع بالبعض الى شن حرب قذرة ابتداء بالتسجيل باسماء جديدة أو تقمص شخصيات اخرى لكن الخطة فشلت نظرا لطبيعة التفكير الذي يلازم الذات المريضة، كما ان تقمص الشخصية لم يفلح لان الفاعل لم يستحضر المثل الشعبي الذي يقول ان الكذاب يجب أن يمتلك ذاكرة قوية بل استحضر مثله الشعبي ديال كول اوكل، وبعد فشل هاته الخطة الجديدة انتقلوا الى المرحلة الاخيرة من الحلرب القذرة والتي تستعمل فيها كل الاسلحة من كذب الى اتهام الاخرين، الى الفقهاء... وهكذا تم اقحام المحكمة الادارية في الموضوع بدون مقدمات ولا صلة بالموضوع، كما وجدت تمائم "الحروز" بمكتب السجل التجاري...، كل هذا حتى يصلوا الى الخلاصة التي يرددونها دائما: هادشي كاين في المغرب كامل، ونحن نجيبهم الا كاين هادشي في المغرب كامل، احنا قررنا انبداو عليه الحرب من المحكمة التجارية.