إنها معركة ، حرب ، ثورة ، انتفاضة ، تمرد ، عطلة ، راحة ، إضراب ، مبالغة ، أطلقوا عليها ما شئتم من أوصاف انطلاقا من موقعكم ومن تصوراتكم وانتماءاتكم وإديولوجياتكم ،فلا حرج ، المهم إنها حراك اجتماعي خاضته فئة لها وزنها ودورها داخل المجتمع ، حراك اجتماعي هدفه الأساس كرامة الموظف خاضه موظفوا العدل حتى قبل ان تتغير الظرفية الوطنية والدولية بنشوب ثورات قلبت الطاولة على حكام ذوي الأوتاد الذين جابوا المرتزقة في التشاد لقتل الأوغاد الذين يستحقون التطهير زنقة زنقة بيت بيت شبر شبر فرد فرد
المهم كان ما كان وقيل ما قيل في انتظار ما سيكون وما سيقال أواخر شهر أبريل ، تاريخ وميعاد لا أحد يجزم ببالقول ما ذا سيأتي به ، المهم نتمنى ألا تمزح الوزارة وتطلع علينا بكذبة أبريل ، لأنكم تعرفون جميعا العلاقة الحميمية بين أبريل والكذب فأبريل هو شهر يتوفر فيه شرط الإعفاء من العقوبة وانعدام مسؤولية الكذاب وكم من شخص أصيب بكافة انواع الهلع والخوف وارتفاع الضغط الدموي وحالات الإغماء وكم من فتاة فرحت فرحا جنونيا بعد أن أخبرت بأن خطيبا لها يوجد بالمنزل لتكشف فيما بعد أنها كذبة أبريل ، المهم بمجرد ما يذكر هذا الشهر إلى جانب الكذب ولو كان قاتلا يمحو العقوبة ويخلى سبيل الكذاب لينعم بالحرية المطلقة لكي يعد لكذبة اخرى خاصة بأبريل القادم قد يذهب ضحاياها أااااااااشخاص آخرين
دعونا من أبريل قليلا ونعود لشهر فبراير ، شهر بالرغم من قصر أيامه التي لا تتعدى الثمانية والعشرين نتيجة تطاول شهر يناير المليئ بأيام الإضراب استطاعت فيه الحكومة أن تجلس مع كافة الأطراف وتنزل علينا بسيل غزير من البيانات والتصريحات ، ومع ذلك لا يسطع أحد منا التنبؤ بما سيجود به أبريل أمام غموض الصيغ وتناقض تصريحات المعنيين ، فهناك من يتحدث على أن هذا التاريخ هو ميعاد انطلاق المسار التفاوضي لإعداد هذ المهدي المنتظر ، وهنا ك من يتحدث على أن الأمور يجب أن تسير بشكل مواز طيلة الشهرين السابقين على أبريل وما هذا التاريخ إلا التاريخ النهائي لولادة هذا النظام وإلا فإن الأمر يتعلق بمولود يجب ان يلد بعملية قيصرية أو أنه مولود توقف عن النمو داخل رحم الأم أو أنه سيلد بعد قضاء مدة سنة عوض تسعة أشهر ، مع العلم أن أقصى مدة الحمل في الفقه الإسلامي هي سنة واحدة
المهم إنها رمانة غامضة كما يقال باللغة المغربية ، لكن غموضها لا ينبغي ان يحول دون تفكيك ألغازها وسبر أغوارها وربما قد تكون هذه المحاولة عملية وقائية لكشف كل حبة قد تخنز الرمانة،
وبعد تامل مستفيض حول ظروف وملابسات توقيع محاضر الإتفاق والرجوع للأيام السابقة من الإضراب وخلوها من الرغبة في حل الملف من الجهات المسؤولة تكون لدي اعتقاد بأن النظام الأساسي جنين قد لا يلد في الأجل الذي حد ده الطبيب للأم التي تنتظره بفارغ الصبر وذلك من خلا ل استحضار بعض المؤشرات و الأسباب ومن بينها:
- أولا كتابة الضبط ليست هي المقصود أساسا بإصلاح القضاء حتى ولو خرجت تصريحات تؤكد عكس ذلك ، لأن إصلاح القضاء في نظر البعض ينبغي أن يحضى في إطاره القاضي بعناية أكبر ماديا وتنظيميا وأخلاقيا ، وحيث إن الحكومة أحالت بعض المشاريع في هذا المجال ولا زالت في ذمة التحقيق في مخافر الأمانة العامة للحكومة بالرغم من انتهاء مدة الحراسة النظرية ، كما أنه يجب استحضار رفض وزير المالية للغلاف المالي المخصص لتحسين الوضعية المادية للقضاة ، فضلا على ان هناك من يتحدث عن أنه وفق مشروع النظام الأساسي سيفوق أجر بعض الموظفين أجور أغلبية القضاة ، وهذا سيناريو غير مرغوب فيه من طرف الحكومة التي تحدد عدد كتاب الضبط بالنسبة لكل قاضي ؟
- يجب التدقيق في طرح السؤال التالي لماذا متم شهر أبريل؟ فمتم شهر أبريل يعني دخول شهر ماي ،أي فترة ابتداء الإستفادة من الرخص السنوية وبالتالي فالحكومة تتوقع من النقابات أن تستجيب للعرف المتبع في عد م القيام بالإضراب خلا ل هذه الفترة لأن ذلك غير منطقي في ظل غياب الموظفين
_ اتفاق الحكومة مع النقابات جاء بطريقة مفاجئة وغير مدروسة مراعا ة للظرفية السائدة وقطع الذرائع أمام كل ما من شأنه تاجيج الأوضاع بعد دخول فئات مختلفة في خط الإحتجاجات كالمحامون وفئات تستفيد من خدمات القضاء
_ تعيين عبد الصادق السعيدي في المجلس الإقتصادي والإجتماعي يطرح أكثر من سؤال حول نوايا الحكومة تجاه تحركات قطاع العدل مستقبلا مع العلم أن وزارة العدل تتعامل بمنطق النقابة الأكثر تمثيلا ، فما هو هامش حركة الكاتب العام لنقابة يعتبر عضوا في مؤسسة دستورية ينتظر ألا يتم التشويش على أعمالها منذ البداية ؟
لهذه الأسباب يجب ألا تستبقوا الأمور وتفرحوا بالمولود المنتظر ، لكن مع ذلك اتمنى ان اكون خاطئا في تنبؤاتي ، كما أتمنى ألا يظهر المهدي المنتظر قبل النظام الأساسي المحتجز