[rtl]إن المعمل الذي كنا نعمل فيه هو معمل لصناعة الآلات، وكان الطابع الغالب على نظام الأجور فيه، هو تقاضي الأجرة بالقطعة. كان المعمل يشتغل في الليل والنهار، خمس ليال وستة أيام في الأسبوع. وكان العمل مقسما إلى فريقين، فريق يعمل في الليل والأخر في النهار.[/rtl]
[rtl]كنا نحن العمال متفقين فيما بيننا على حجم الإنتاج اليومي الذي يجب ألا نتجاوزه بالنسبة لكل أعمالنا داخل المعمل. فقد اتفقنا على أن يقتصر إنتاجنا على الثلث فقط من طاقة قوة عملنا. وكان هذا الموقف مبررا بالنسبة لنا، بسبب نظام تقاضي الأجرة بالقطعة.[/rtl]
[rtl]بعد أن صرت رئيسا لفريق عمالي، وأصبح مفروضا على العمال الانصياع لأوامري، اتصل بي هؤلاء العمال الذين يعرفون جيدا بأني على تام ، بكل الدسائس التي كنا ننهجها بشكل مقصود وممنهج لتخفيض الإنتاج، وقالوا لي: "فريديريك، انك لن تصير الآن واحدا من تلك الكلاب الملعونة، أليس كذلك؟".[/rtl]
[rtl]وأجبتهم قائلا:[/rtl]
[rtl]- "إذا كنتم تقصدون من هذا الكلام، أنكم تخشون من أن أحاول دفعكم إلى رفع الإنتاج أكثر من السابق، فنعم انتم محقون. إني قد تطوعت أمام الإدارة لرفع الإنتاج. وتذكروا أني لما كنت اعمل بجانبكم، كنت أتصرف كرفيق منضبط. إذ لم يسبق أن سجل علي ولو مرة واحدة، تجاوزي لوثيرة العمل المتفق عليها. أما ألان فقد أصبحت محسوبا على الإدارة. لقد قبلت منصبا إداريا في المعمل، ويجب علي بكل صراحة أن أخبركم باني سأعمل على رفع الإنتاج.[/rtl]
[rtl]فردوا علي قائلين:[/rtl]
[rtl]- لقد قررت أن تكون إذن، واحدا من أولئك الحمير الملعونة".[/rtl]
[rtl]فريدريك تايلر، الإدارة العلمية للمقاولات، باريس 1957، ص 105-110، راجع كتاب الطبقة العاملة الحديثة والنظرية الماركسية، عبد السلام الموذن، ص 57-58.[/rtl]