الكونفدرالية العامة للشغـــل
Confédération Général du Travail
البـيــــــان التأسيــسي
إن اللقـاء الوطنـي التأسيسي للكونفدراليــة العامــة للشغـل (ك.ع.ش- CGT) المنعقــد بالربـاط يوم 22 نونبر 2014، تحت شعار “الاستمرار في النضال، التجديد، المناصفة، التشبيب” بدعوة من حركة 17 ماي- الصف الديمقراطي، والمتزامن مع ذكرى تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والتي أفرغت من عمقها النضالي، والكفاحي.
وبعد وقوفه على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنقابية فإنه يسجل ما يلي:
• على المستوى السياسي والاجتماعي: لا زالت علاقة الدولة بالمجتمع، تتسم بالإكراه، والسيطرة، حيث مازال النظام متحكما في القرار السياسي، مع العمل على تهميش كل القوى المناضلة، وكذا المجتمع المدني، الذي حوصر وهمش، بفعل تعدد أشكال القهر، والاقصاء، من كل مشاركة في صياغة القرارات الوطنية، واستمرار تسلط وتحكم الدولة في كل المجالات، واستقالتها عن تقديم الخدمات الأساسية (سكن، شغل، صحة، تعليم، نقل…) وضرب الحقوق الأساسية للمواطنين، نتيجة سياسة لا ديمقراطية ولا شعبية، ساهمت في اتساع دائرة الفقر، وبروز ظاهرة البطالة، وتفاقم الأزمة، بفعل تراجع الاستثمار، وضعف المبادرة السياسة.
• على المستوى الاقتصادي: استمرار اقتصاد الريع بأشكاله المختلفة، حيث يعيش الانتاج المغربي حالة اختناق، تفقده إمكانية الاستمرار والاقلاع في عالم متغير باستمرار، كل هذا نتيجة الانصياع إلى قرارات المؤسسات الدولية المالية، التي تتحكم فيها الأوساط الرأسمالية المالية الدولية، والتي ساهمت في تكريس الهشاشة الاقتصادية، مما ساهم في انتشار البطالة، والفقر، والخصاص، والحرمان، والأمية، والفوارق بين الطبقات والجهات، وغيرها من مظاهر التخلف المادي والفكري.وبعد وقوف اللقاء الوطني، على الوضع النقابي المتسم بالضعف والانحباس، وابتعاده عن لعب دوره الحقيقي في الدفاع عن مكتسبات الطبقة العاملة، ومختلف قضاياها، وقضايا الوطن والمواطنين، مما سمح للقوى المعادية لمصالح الشعب المغربي، الاجهاز على جل مكتسباتها، ومحاولتها ضرب التراث النضالي، الذي راكمته أجيال من المناضلين الشرفاء من تضحيات وعطاءات.
إن اللقاء الوطني التأسيسي للكونفدرالية العامة للشغل (ك.ع.ش- CGT) يعتبر إعلان الرباط، هو الأرضية والتوجه النضالي لمنظمتنا، مما يجعلها تنتمي للخط النضالي المكافح والمدافع عن كل القيم النبيلة، التي أفرزتها البشرية، باجتهاداتها الفكرية، للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وهي جزء من بديل يتبلور داخل المجتمع، كجواب حقيقي، لرد الاعتبار للطبقة العاملة، وعموم المأجورين، وصيانة حقوقها ومكتسباتها المادية والمعنوية، في إطار جبهة ديمقراطية، مناضلة بجانب كل القوى الديمقراطية، التي تتعرض يوميا لكل أشكال المنع والتضييق.
واللقاء الوطني التأسيسي، إذ يدين كل المضايقات، والاستفزازات التي يتعرض لها مناضلات، ومناضلي الحركة، بسبب الاختلاف في الرؤى من حيث تدبير العمل النقابي، بين تصورين، الأول يستغل النضال النقابي، ويجعله مطية للارتقاء الاجتماعي، والثاني، مرتبط بهموم الطبقة العاملة وعموم المأجورين من أجل غد أفضل للوطن والمواطنين، قد قرر مناضلاته، ومناضلوه تقديم استقالاتهم الفردية والجماعية، والانسحاب من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وتأسيس إطار نقابي جديد يحمل اسم الكونفدرالية العامة للشغل ( ك.ع.ش- CGT) .
وفي الأخير، إذ يؤكد مناضلات، ومناضلو الكونفدرالية العامة للشغل (ك.ع.ش- CGT)، أن هذا الفضاء سيكون ديمقراطيا، تقدميا، جماهيريا، مستقلا وحدوديا، يدعو عموم العمال، والموظفين، والمستخدمين، الالتفاف حول إطارهم الجديد، الذي يعكس روح العمل الجماعي على مستوى التنظيم، والممارسة، والمفتوح في وجه كل الغيورين والمدافعين عن كل القيم النضالية، من أجل المشروع المجتمعي المنشود.
الرباط 22/11/2014