المكتب الوطني يستنكر بشدة التدخل الهمجي بطنجة ويطالب بفتح تحقيق وتحديد المسؤوليات

إن المكتب الوطني للنقابة الديمقراطية للعدل العضو بالفدرالية الديمقراطية
للشغل الملتئم في سياق اجتماعه المفتوح لمتابعة تطورات أسبوع الطغيان
والغطرسة التي يقودها وزير العدل بكل جسارة وإصرار على مرمدة كتاب الضبط
بشكل يومي في الشوارع كما في المحاكم بعدما استباح حرمتها ودنس فضاءاتها
بمشاهد الرفس والصفع والقمع لمناضلات ومناضلي النقابة الديمقراطية للعدل لا
لشيء إلا لأنهم قالوا لفرعون أنه طغى، وبعد وقوفه على تطورات الوضع المخزي
الذي بات يعرفه المشهد القطاعي وما وصلنا إليه من امتهان لكرامتنا
واستباحة لأعراضنا وإهدار لدمنا أمام مرأى ومسمع من الجميع في زمن يبدو
أنه قد هان فيه كل شيء واغتصبت فيه كل القيم ولا صوت يعلو على صوت الجلاد.
إننا في المكتب الوطني ونحن نقف على هذا الزخم القمعي المتعطش للنيل من
حقوقنا الدستورية والإنسانية والعودة بنا إلى زمن الجلد والصلب، نتوجه إلى
كل الضمائر الحية بوطننا، الذي يبدو أن هناك من يسعى لإصابته بنزيف داخلي
لا نشعر فيه بخطورة الجرح إلا بعد فوات الأوان، ونتساءل ألسنا مواطنين
مغاربة؟ أليس لنا الحق في أن تحفظ كرامتنا؟ ألسنا أهلا للتمتع بحقوقنا
الدستورية والإنسانية مثل البرلماني الذي أقيمت الدنيا بسبب تعنيفه وخرست
الألسن ونحن نعذب بشكل يومي على امتداد التراب الوطني؟ هل صرنا نحن
“بدونٍٍ” هذا البلد؟ هل تنتظرون أن نقدم استقالتنا من الوطن ونمتطي قوارب
الموت هربا من الموت إلى الموت لعل ضمائر أمتنا تستعيد شيئا من عافيتها
وقدرتها على تحريك القلب قبل اللسان.
إن ما يقع اليوم بقطاع العدل يتعدى مجال صراع حول مطالب نقابية إلى كونه
عملية إبادة للضمير الجمعي لكل مؤمن بقيم الاختلاف والحرية والعدالة انها
عملية تطويع قسري يحارب فيها الفكر الحر والعمل النضالي الجاد والمكافح
لفائدة إشاعة روح الخنوع والتسليم بالأمر الواقع حتى إن كان الأمر يرتبط
بإصابة الوطن في مقتل.
ان النقابة الديمقراطية للعدل كنقابة مكافحة أفرزها رحم معانات فئة من
شعبنا المقهور ممن تعرضوا لكافة أشكال الحيف والتضييق وامتهان الكرامة،
ويراد اليوم إعادتهم إلى زمن السخرة واستكثار ما تم تحقيقه من مكتسبات
مادية للمنتسبين لها وتجريدهم بالمقابل من كل حقوقهم الإنسانية والدستورية
والمهنية، بقدر استشعارها لخطورة الوضع وآفاقه المظلمة ،ظلمة قلب وبصيرة من
ينسج خيوط هذه اللعبة القذرة ويسعى بكل ما اختزنت نفسه من مشاعر الكراهية
والحقد للنيل من شرفائنا وتركيعهم، بقدر ما تؤكد ثباتها على مبادئها، وإذ
تدعو الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا
ويرزقنا اجتنابه فإنها تسجل مايلي:
1- تحيي عاليا صمود مناضلات ومناضلي النقابة الديمقراطية للعدل وتدعوهم
للثبات على المبدأ وعلى عشقهم للحرية وعلى إيمانهم بمطالبهم العادلة
والمشروعة، وتجدد العهد على الوفاء بالتزاماتنا النضالية لما فيه مصلحة
الوطن والقطاع والعاملين به، وتؤكد لهم أنهم فعلا البديل المنتظر واذ
يعذبون اليوم فان الجلاد يعذب فيكم عمر بن جلون ويعذب فيكم سعيدة المنبهي
ويعذب فيكم المهدي بن بركة ويعذب فيكم عبد الله المستغفر ويعذب فيكم محمد
البوزيدي ويعذب فيكم إدريس بن زكري ويعذب فيكم الحسين المانوزي وكل قوافل
الشهداء والمختطفين والمعتقلين الذين ضحوا من أجل حرية وكرامة الفرد
المغربي، انه يعذب عقدته التاريخية.
2- تندد مجددا بمظاهر القمع والتضييق التي يجتهد وزير العدل يوميا في
ابتداع أشكالها الأكثر إيلاما وامتهانا لكرامة موظفي هيئة كتابة الضبط
والتي كانت آخر حلقاتها إعفاء الأخ فخر الدين بنحدو نائب الكاتب العام من
مهامه بسبب انتمائه النقابي ومنع الأخ الكاتب العام من الإعلام العمومي و
فك معتصمنا السلمي التضامني بالقوة و استباحة دمنا و أجسادنا بشوارع طنجة
وتتويج هذه الحملة القمعية بالضغط على مجموعة من الصحف والصحفيين والاتصال
بمدراء الجرائد ورؤساء التحرير وابتزازهم للتعتيم إعلاميا على الجرائم
اليومية المرتكبة في حق النقابة الديمقراطية للعدل ومناضليها الشرفاء.
3- تستنكر بشدة المجزرة المنفذة في حق مناضلاتنا ومناضلينا بمدينة طنجة من
خلال التدخل الهمجي في حق شكلنا النضالي السلمي وتطالب بفتح تحقيق وتحديد
المسؤوليات وتمكيننا من حقنا وصون كرامتنا تفعيلا لمواد الدستور الضامنة
لمساواة المواطنين.
4- تستغرب لما صدر عن وزارة العدل من معطيات كاذبة ومكذوبة عن معتصمنا
التضامني السلمي بالقصر الكبير والذي قيل عن التدخل الأمني المخزي الذي
بوشر لفض المعتصم أنه تم لطرد الغرباء، فمن هم هؤلاء الغرباء هل صار ممثلو
الجمعيات الحقوقية غرباء؟ هل هيآت المجتمع المدني غرباء؟ هل ممثلو الأحزاب
السياسية التي هبت لنصرتنا بمدينة القصر الكبير المناضلة غرباء هل نحن
أبناء كتابة الضبط غرباء وإذا كنا كذلك فمن صاحب الدار هل هو السيد الوزير
العابر في زمن عابر؟؟؟؟.
5- تعبر عن دهشتها لاستخفاف وزير العدل بعقول المغاربة من خلال اشتراطه
اعتذار النقابة الديمقراطية للعدل وتبرؤها من مناضليها بالصحراء قبل أي
تفاوض أو حوار ويتساءل ألا يتطلب ما فاه به وزير العدل في حقنا أمام
البرلمان اعتذارا؟ ألا يستدعي جلد كتاب الضبط بالشوارع والمحاكم اعتذارا؟
ألا يستلزم استفزاز وزير العدل للمناضلين المشاركين في وقفات احتجاجية
سلمية ومحاولته اقتحامها وتوجيه عبارات مهينة للموظفين وتعرض هؤلاء لسرقة
ممتلكاتهم خلال وقفة افران، ألا يستلزم كل هذا أي اعتذار؟؟؟
6- تستنكر بشدة ما تعرض له مناضلاتنا ومناضلينا المصابين في الهجمة القمعية
بطنجة من تضييق حتى داخل المستشفى ومنعهم من حق العلاج وكذا التدخل
للحيلولة دون تمكنهم من شواهد طبية تثبت وضعهم الصحي ويطالب المسؤولين عن
قطاع الصحة وكذا الجمعيات الحقوقية للوقوف على هذا الخرق السافر لحق من
حقوق الإنسان.
إن المكتب الوطني إذ يجدد تحيته واعتزازه بصمود مناضلات ومناضلي النقابة
الديمقراطية للعدل ويثمن عاليا ما أبانوه من قيم نادرة في التفاني والإقدام
والتضحية عشقا للحرية، يؤكد التزام النقابة الديمقراطية للعدل بخطها
الكفاحي في مواجهة الطغيان والدفاع عن المطالب العادلة والمشروعة لهيئة
كتابة الضبط وموعدنا يوم السبت 09 فبراير2013 بمدينة سطات في ملحمة جديدة
على هامش حوار الخمس نجوم الذي اصطفى له السيد الوزير من رآهم جديرين
بشخصه.