مقال لاحمد ابرباش منقول من الفيسبوك
نحو ثقافة تنظيمية جديدة
و انا بصدد تحرير هذا الموضوع و نشره بموقع الودادية بعد جمع مادته
العلمية ارتايت ان ابسط اهم محاوره و افكاره على الفايس قصد الاستفادة من
تدخلات و توجيهات و ملاحظات الاخوة و الزملاء ليزاداد المقال رونقا و
جمالا .
ان الواقع التنظيمي لمؤسساتنا النقابية و الجمعوية يستلزم
بالضرورة احداث مراجعات بنيوية على مستوى المنطلقات و المفاهيم و الاهداف ،
فضلا عن الهيكلة لضمان التجديد و الابداع و فق سنة الله في الكون و
التاريخ و الانسان ،
و طبيعة الموضوع تفرض على الباحث الانصات الى
خبراء علم الادارة الاستراتيجية ، و خاصة فيما يتعلق بتصوراتهم لمفهوم
التطور التنظيمي ، و الاكتفاء بمنظمة واحدة تكون نموذجا حتى لانتيه في
العموميات ، و اجد نفسي بحكم التخصص و الانكباب مولعا برصد و تحليل واقع
ودادية موظفي العدل لا عتبارات كثيرة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
خاصة و نحن
مقبلون على استحقاق تنظيمي سيغير المحيط من حولنا اذا صدقت النيات ، و
تظافرت الجهود و احسنا قراءة التجربة في جميع مستوياتها متجاوزين منطقين
حادين : منطق النقض و الهدم ، و منطق الثناء و المدح ، و الركون ما امكن
الى الموضوعية و الواقعية و المستقبلية
ف "السلاح الوحيد دائما لمحاربة فكرة سيئة هو فكرة افضل منها "
الثقافة التنظيمية مدخل اساس للتغيير التنظيمي فهي بالنسبة لدانييل دونسيو
تتجلى من خلال صورتين : صورة متفائلة "تربط التغيير بالثقافة"
و صورة متشائمة ترتكز على ما هو تقني و لا تعير الاهتمام المركزي للسؤال الثقافي
و لعل التامل في واقعنا التنظيمي يكشف اشكالات حقيقية مصدرها الفهم و الفكر و الثقافة :
على مستوى الهياكل : ان رسالة الودادية رسالة اجتماعية فكرية ، و لعل
انتخاب جموعنا العامة لمختلف المكاتب سواء المركزية او الجهوية ، رسخ لدينا
جميعا فهما مغلوطا ، يلخصه السؤال الاتي : هل المكاتب تنوب عن الموظفين و
تقوم مقامهم ، ام انها تنسق عملهم و تنظم انشطتهم ، و مع كامل الاسف نختزل
في المحصلة مئات الموظفين في مكتب مشكل من عدد محدود جدا ، سيختزل و يلخص
ليصبح 3 اعضاء نشطين او اربعة او خمسة في احسن الاحوال ، فتنسب الودادية
لهم و كانهم يملكون شواهد محافظتها ، فهم المقررون و المنفذون ،
فالاجتماعات مغلقة و الافكار محدودة و الابداعات كذلك ، و الحال انهم
ينظرون و يشتغلون في مجال يفترض فيه العودة الى ذوي الشان و هم عموم
الموظفين ، ثم ان منطق الرئيس و الكاتب العام لا زال متحكما علما ان هاته
الصفات هي شكلية دورها تنسيقي لا اقل و لا اكثر اذ الرئاسة للمكاتب
مجتمعة و القرارات ينبغي ان تنبثق من عموم المنخرطين عبر لجان وظيفية و
جموع عامة دورية و لقاءات تواصلية
ان ثقافتنا التنظيمية على هذا
المستوى تعاني من محدودية في الفهم و سوء في التقدير مما يؤدي حتما الى شل
المبادرات و التضييق على الطاقات و بروز للانانيات و النرجسيات
لا بد اذن من تطوير تنظيمي و مرحلية تبدا من التشخيص ثم التخطيط ، فالتنفيذ و التقويم
لا بد من خطوات للتغيير تنطلق من احساس عميق بضرورته و اهميته ، لتحظى
هاته الرغبة بمباركة جل الفاعلين المخلصين و الغيورين ، يتبعه :
تشكيل فرق عمل
التوافق على رسالة المنظمة
فسح المجال امام كل الطاقات و الكفاءات
اعتماد مبدا المناصفة في كافة الهياكل الافقية و العمودية
اعتماد اليات و مناهج جديدة في التدبير الاداري و المالي
الرقابة القبلية و البعدية على كافة الاجهزة و قياس نجاح المنظمة انطلاقا من الاهداف المحققة
ان التغيير في وقتنا الراهن هو الثابت الوحيد ، و هو الخيار الانجع
و في انتظار مداخلاتكم تقبلوا اجمل عبارات الحب و العرفان