AADALA
مرحبا بك في المنتدى

يجب التسجيل قصد التمكن من كتابة المواضيع والرد عليها والاطلاع على المرفقات
AADALA
مرحبا بك في المنتدى

يجب التسجيل قصد التمكن من كتابة المواضيع والرد عليها والاطلاع على المرفقات
AADALA
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى تواصلي اخباري يخص جميع موظفي العدل وقضاياهم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
مرحبا بكل زوار وأعضاء المنتدى نتنمى ألا تبخلوا علينا بكتاباتكم وملاحظاتكم قصد الرقي بالمنتدى الى أعلى المستويات. المنتدى مفتوح في وجه الجميع بكل المشارب الفكرية والانتماءات السياسية والنقابية
adala
<>
المواضيع الأخيرة
» إعلان عن فتح باب الترشيح لشغل مناصب المسؤولية الشاغرة بمديرية الشؤون الجنائية والعفو بالإدارة المركزية بموجب قرار وزير العدل رقم 12/م.م.ب/22 بتاريخ 25 فبراير 2022
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالخميس مارس 03, 2022 2:19 pm من طرف JUSTE

» اللائحة الأولية للمترشحين المقبولين لاجتياز الاختبار الكتابي لمباراة توظيف منتدبين قضائيين من الدرجة الثالثة تخصص (مجال المساعدة الاجتماعية).
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالخميس مارس 03, 2022 2:17 pm من طرف JUSTE

» برنامج ولائحة المترشحات والمترشحين المدعوين لإجراء مقابلات الانتقاء لشغل مناصب المسؤولية الشاغرة بمصالح كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة بالمحاكم المعتبرة في حكم أقسام ومصالح بالإدارة المركزية
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2021 11:20 am من طرف JUSTE

» اللوائح النهائية للمترشحين المقبولين لاجتياز الاختبار الكتابي لامتحان الكفاءة المهنية الخاص بهيئة كتابة الضبط برسم سنة 2021.
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2021 11:17 am من طرف JUSTE

» اللائحة النهائية للمترشحين المقبولين لاجتياز الاختبار الكتابي لامتحان الكفاءة المهنية الخاص بهيئة المهندسين العاملين بوزارة العدل برسم سنة 2021
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2021 11:15 am من طرف JUSTE

» إعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب رئيس قسم التكوين الإعدادي والمستمر بمديرية تكوين كتاب الضبط الشاغر بالمعهد العالي للقضاء
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2021 11:14 am من طرف JUSTE

» اللوائح الأولية بأسماء الموظفين المؤهلين للترقي في الدرجة والمستوفين للشروط النظامية المطلوبة إلى غاية 31 دجنبر 2021 حسب الدرجات -خارج نظام الحصيص
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:14 pm من طرف JUSTE

» اللوائح الأولية بأسماء الموظفين المؤهلين للترقي في الدرجة والمستوفين للشروط النظامية المطلوبة إلى غاية 31 دجنبر 2021 حسب الدرجات -داخل نظام الحصيص
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:13 pm من طرف JUSTE

» اعلان عن تنظيم امتحانات الكفاءة المهنية الخاصة بهيئة المهندسين العاملين بوزارة العدل برسم سنة 2021
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:12 pm من طرف JUSTE

» اعلان عن تنظيم امتحانات الكفاءة المهنية الخاصة بموظفي هيئة كتابة الضبط بوزارة العدل برسم سنة 2021
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:11 pm من طرف JUSTE

» اعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب المفتش العام بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:09 pm من طرف JUSTE

» اعلان عن إعادة فتح باب الترشيح لشغل منصب مدير الشؤون المدنية بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:08 pm من طرف JUSTE

» اعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب مدير التجهيز وتدبير الممتلكات بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين نوفمبر 08, 2021 12:07 pm من طرف JUSTE

» الأغلبية والمعارضة تطالبان بقانون مالية تعديلي لمواجهة آثار كورونا
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالخميس أبريل 30, 2020 5:17 pm من طرف JUSTE

» كيف تسترجع أموال الضريبة على الدخل في حالة التوظيف أواسط السنة المالية
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد مايو 20, 2018 9:43 am من طرف JUSTE

» نتائج مقابلة الانتقاء لممارسة مهام عدل بالولايات المتحدة الأمريكية
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد أبريل 29, 2018 11:37 am من طرف JUSTE

» لمن تعذر عليه الوصول الى خدمات تتبع ملفات سينيا السعادة سهام
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد أبريل 29, 2018 9:08 am من طرف JUSTE

» إعلان خاص بفتح باب الترشيح لشغل منصب الكاتب العام بالمعهد العالي للقضاء
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد يناير 07, 2018 11:56 am من طرف JUSTE

» اعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب المفتش العام بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد يناير 07, 2018 11:56 am من طرف JUSTE

» اعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب مدير الشؤون الجنائية و العفو بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد يناير 07, 2018 11:55 am من طرف JUSTE

» اعلان عن فتح باب الترشيح لشغل منصب مدير الموارد البشرية بوزارة العدل
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد يناير 07, 2018 11:54 am من طرف JUSTE

» عــاجـــل: وزارة التربية الوطنية تعلن عن الجدولة الزمنية لمباراة التوظيف بالتعاقد
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالسبت ديسمبر 16, 2017 4:38 am من طرف JUSTE

» بنكيران يخسر معركة الولاية الثالثة على رأس "العدالة والتنمية"
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأحد نوفمبر 26, 2017 6:07 am من طرف JUSTE

» "تسونامي" بن سلمان يواصل إسقاط "رؤوس كبيرة" في السعودية
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأربعاء نوفمبر 08, 2017 1:58 pm من طرف JUSTE

» المجلس الأعلى للحسابات يعلن الافلاس الاقتصادي ل'الدولة'
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأربعاء نوفمبر 08, 2017 1:07 pm من طرف JUSTE

مواقع إدارية و نقابية
المواضيع الأكثر شعبية
الموظف العمومي بالمغرب بين القانونين الإداري والجنائي
نموذج طلب الترخيص لمتابعة الدراسة
لمحة عن تاريخ العمل النّقابي بالمغرب
كيف تسترجع أموال الضريبة على الدخل في حالة اقتناء سكن عن طريق قرض بنكي
التنظيم الهيكلي لمصلحة كتابة الضبط وكتابة النيابة العامة: منشور عدد : 858
القانون رقم 16.03 المتعلق بخطة العدالة
موقع المؤسسة المحمدية للأعمال الإجتماعية لقضاة و موظفي العدل
Calcul de la pension CMR تحديد مبلغ معاش التقاعد بالنسبة للصندوق المغربي للتقاعد -http://assamed.blogspot.com/
صدور مرسوم حذف السلالم الدنيا بالجريدة الرسمية
توضيحات حول نظام التعويضات المتضمن فيما يسمى النظام الاساسي لموظفي كتابة الضبط
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2025 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو brahimos فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 9815 مساهمة في هذا المنتدى في 5598 موضوع
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
JUSTE - 3625
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
اسماعين يعقوبي - 1328
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
باين عاين - 514
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
عبد الحكيم - 385
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
إنتفاضة - 355
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
SIR - 349
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
ع.الحفيظ زروقي - 327
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
محمدين - 255
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
SNJ - 183
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 
menchar9 - 113
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_rcapالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Voting_barالطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Vote_lcap 

 

 الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
اسماعين يعقوبي

اسماعين يعقوبي


عدد المساهمات : 1328
نقاط : 2636
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
العمر : 51

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالإثنين ديسمبر 05, 2011 2:27 pm

أنباء موسكو - الرباط
2011-12-05 15:43

قال محمد الطوزي عضو اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، إن "الملكية المغربية تتأقلم مع التغيرات السائرة في المنطقة،واعتبر في حديث مع "أنباء موسكو" أن "الإسلاميين ليس لديهم مشروع وعلى شباب "عشرين فبراير" أن ينتبهوا لحقيقة الصراع".

وفيما يلي نص الحوار:

بين حزب معارض في رئاسة الحكومة، وتحرك جماهيري معارض في الشارع، يقال أن الملكية المغربية في أسوأ أيامها، ما رأيك؟

الملكية تتأقلم...ويعود الفضل في ذلك مباشرة لحركة الشارع. مؤلم جدا على المستوى العاطفي أن يقبل الملك بتقاسم الحكم مع الإسلاميين، فالكل يعرف أنه يكرههم، وهو ليس من النوع الميكيافيلي، ليمارس شيئا من النفاق السياسي، لذلك فأنا أعتقد أن إعطاءهم المفاتيح بهذا القدر من السلاسة، باعثه الأساسي هو قرار مأخوذ من الملكية بالتواري وراء المؤسسات، خصوصا مع المساحة الأكبر التي منحها الدستور الجديد للملك، على مستوى صلاحيات تأطير الأزمات، وخلاصة ذلك أنه من المريح بالنسبة له ترك بنكيران وإخوانه يعملون. مع ممارسة "السلطة الناعمة" من طرف الملكية في خلق وتدبير الاختلاف، وممارسة السلطة بكلفة تقارب الصفر.

تحديات الحكومة القادمة؟

متمثل إعادة هيبة الدولة وتدبير الفوران الاجتماعي أكبر تحد، مما يتطلب الكثير من الحزم. أظن أن هاتين النقطتين هما التحديان الأكبر على الحكومة القادمة، على أساس أن التوجهات الكبرى للبلد محسومة سلفا.

ماذا تقصد بالتوجهات المحسومة؟

التوجه النيوليبرالي اقتصاديا محسوم بشكل غير قابل لطرح النقاش، وإن كان يتوافق مع وجهة نظر إسلاميي العدالة والتنمية. تعامل الدولة مع الباطرونا والمقاولة محسوم أيضا ولا حق للعدالة والتنمية في مراجعته، وإن كانوا على أغلب الظن سيدعمون المقاولات الصغرى والمتوسطة، لأن جمهورهم المفترض من هناك. السياسات الخارجية أيضا محسومة، فهم وحتى في برنامجهم الانتخابي تحدثوا عن الاستمرار في المسار، وإن كانوا يضيفون أحيانا عبارة "التخليق".

الصعوبات التي في نظرك قد تواجه العدالة والتنمية؟

المشكل الأكبر سيطرح لهم في التعليم، لأن الأساتذة والمعلمين هم جمهورهم، وهذا المشكل كان قد طرح لحزب الاتحاد الاشتراكي، لما كانت هذه الفئة تصوت له في الستينات والسبعينات، المشكل ليس على مستوى البرامج، بل على مستوى المردودية، المردودية عنصرها الأهم هو دفع المعلمين والأساتذة ليعملوا، هذا بعيد عن الحاصل، ولا أحد استطاع لحد الآن تجاوز هذا الخلل. المشكل الثاني هو تعويض المناضلين المفترضين على مجهودهم، وهذا يقتضي نوعا من المحسوبية سيشكل مصدر إحراج للحزب العقائدي، الذي يرتكز على الالتزام، ما يفترض نوعا من التعويض لأولئك الذين التزموا على الأقل في السنوات الأخيرة.

ما ملامح برنامج العدالة والتنمية؟

في وجهة نظري، هم لا يتوفرون على برنامج حقيقي، بل كلامهم يرتكز على كلمة أساسية، وهي العمل بـ"المعقول" بالدلالة المغربية.

مكونات العدالة والتنمية؟

هناك عدة تقاطبات داخل الحزب، وداخل الحركة الأم، فغير المكون الجديد الذي يقتسمهم المعركة وهو مناضلو الحزب قبل أن تنضم لهم الحركة الإسلامية أي حركة "التوحيد والإصلاح"، هناك تمايز داخل تلك الحركة نفسها، فهي نتاج عن توحد بين الإصلاح والتجديد من جهة وجمعية المستقبل، والاختلاف بين المجموعتين داخل الحركة الموحدة قبل أكثر من عقدين من الزمان ما زال يخترق الحركة رغم ما يبدو، منتجا حساسيات وشبكات ومرجعيات مختلفة. أضف لذلك ما أنتجه المسار التاريخي داخل الحزب، مقسما الحزب إلى ثلاث فئات وهي: دعاة الدين، محترفو السياسة و التكنوقراط، يمكن أن نضيف فصيلا رابعا هو الشباب، وإن كان مائعا في الثلاثة السابقين. وقد تم في هذه السيرورة منذ 2007، التصريف التدريجي لتيار الدعاة، كان آخرهم هو مصطفى الرميد إثر المصيدة التي وقع فيها، السيد أحمد الريسوني مثال آخر على هذا، وقد أنتج ذلك تقاطبا حادا مرئيا للعيان في التزكيات الأخيرة للانتخابات. أما التكنوقراط فمحترفو السياسة يقولون الآن في تصريحات كثيرة إنهم سيستعينون بهم، بعيدا عن ضرورة مرورهم عبر الانتخابات، ولهذا دلالاته. أكبر تحد على بنكيران في هذه المرحلة، هو استيعاب كل هؤلاء وإرضاؤهم، وأن يحذر من إمكانيات الشتات. ثم بعد ذلك وبدرجة أقل صعوبة عقد التحالفات مع أحزاب أخرى.

ما الاحتمالات المتبدية للتحالفات المرتقبة؟

اما أن يجروا معهم الكتلة الميتة مجتمعة، وسيكون لذلك تبعات، فهذه الكتلة تجر معها إرثا ثقيلا من الإخفاقات، كما أنها ليست تحالفا قويا بمعنى الكلمة، فلا هي قدمت برنامجا مشتركا ولا خاضت حملة موحدة، أعتقد أن وضعها الآن اختلف عن تلك اللحظة التي كانت ذات معنى، أقصد لحظة مجابهتها للحسن الثاني، كطرف في الصراع، ومطالبتها بالإصلاح الدستوري سنتي 1992 و1996، أما في المحطتين البرلمانيتين 2002 و2007، فقد كانت قد ماتت وفقدت معناها، وأعتقد أن بعض قياداتها لما يتحدثون عن تخوفهم عليها والتعاهد معها، فهم لا يمارسون غير المزايدات السياسية الخاوية.الخيار الثاني هو تحالف حزب العدالة والتنمية مع حزب الاستقلال، بالإضافة إلى بعض الأحزاب، مجمعة لقطب محافظ، في مقابل القطبين اليساري والليبرالي في المعارضة، وبهذا التقسيم ستمنح السياسية في المغرب لأول مرة بعض الوضوح، وتمكننا من النظر إلى البرلمان كتقاطبات حقيقية. بما يشكل محكا جيدا لكل جبهات المعارضة المؤسساتية والمدنية والقضاء المستقل حينها. بما ينتج مناخا سياسيا له معنى إلى حد ما، يمارس فوقه الملك صلاحياته. الإيجابي في المشهد السياسي البرلماني المرتقب هو أننا لأول مرة نحوز معارضة للحكومة وليس للملك، خصوصا أن حكومة الإسلاميين بعيدة في كثير من المبادئ والتفاصيل عن وجهة نظر الملك، مما يؤدي للتمييز حتى في عقول الناس البسطاء، وهذا شيء جيد. ما يوفره الدستور الجديد للمجتمع المدني وللصحافة ولعدة امتدادات مجتمعية، يجعل المرحلة النيابية التي بدأت جديرة بالمتابعة، بما يجعل المعارضة بمختلف أشكالها في المرحلة المقبلة في وضع مريح.

ماذا يُفترض من حركة الشارع المغربي؟

أن تظل في الشارع بدون شك، لكن على أساس تكثيف مطالبها فيما ترى أنه الأهم، فكثرة المطالب مرهقة، كما أنها وجب أن تصلح وضعها الداخلي، فبين بلطجية الخارج وبلطجية الداخل، بالإضافة للوتيرة التي يسير بها الشارع من التظاهر الأسبوعي، يكون الاستمرار مرهقا للناس وللمناضلين. وجب على حركة "20 فبراير" أن تستوعب أن الصراع الأكبر في المغرب هو صراع بين الحداثيين والإسلاميين. وعلى الرغم من أن مطلب الديمقراطية المسطرية يعتمل الآن، إلا أن الصراع حول القيم هو الحاسم، وأعتقد أن إسلاميي جماعة العدل والإحسان، هم الذين سيفجرون الصراع، ضد إخوانهم في العدالة والتنمية، سيكون مؤلما لإسلاميي المؤسسات الضغط عليهم، من باب التنازلات التي سيقدمون في باب الحريات مضطرين، ما ستستغله الجماعة لربح أوراق إضافية.

أليست جماعة العدل والإحسان محكومة داخل تحالفها مع حركة "20 فبراير"؟

الجماعة تستغل الحركة، والحركة لها أرضيتها وتستغل الجماعة، ولن تستمر الجماعة في الصبر على الحركة للأبد.

عن اليسار الاشتراكي الموحد وعلاقته بحركة "20 فبراير"؟

هو مطالب بتحويل مطالباته لمعارضة سياسية عاجلا، فهو لن يستمر للأبد هكذا، سواء أكان الاتحاد في المعارضة أو في الحكومة. في أفق ذلك وجب تفجير التناقض مع العدل والإحسان، وهذا ما يحدث فعلا في تصريحات قيادات بالحزب. الحركة على مستوى شعاراتها جامعة ومائعة في نفس الآن، شعارات ضد الفساد والاستبداد شعارات أخرى بكلمات واسعة المعنى، استنفدت وقتها ووظيفتها، حركة "20 فبراير" الآن تحت تأثير الاستنزاف.

الحوار بين الحركة والحكومة، ما القاعدة الذي تفترض أن يكون عليها؟

في نظري وجب أن تقبل الحركة بالحوار، يعرض فيه بنكيران عددا محددا من مشاريعه، مقابل أن تصبر عليه الحركة لمدة محددة، وجب أن يتفقا بهذه الطريقة، وهذا الشكل سبق أن حدث في تاريخ الحركات الاحتجاجية.

إلى أي حد المغرب بعد الدستور الجديد والانتخابات يكون قد تجاوز إمكانية "إسقاط النظام"؟

لم يتجاوزها، كما أن جميع الأنظمة في المنطقة مهددة بها، وإن كنت أظن أن المغرب قطع أشواطا مهمة جدا باتجاه النضج السياسي، ليس على مستوى النظام فقط، بل حتى على مستوى حركة "20 فبراير". الحاسم في المعادلة ليس هو العدالة والتنمية ولا النظام ولا الحركة الاحتجاجية، فكل هؤلاء أقليات داخل المجتمع المغربي، الحاسم هو الجزء الصامت لحد الآن، من سيستطيع أن يقنعه، أضف إلى ذلك المحيط الدولي الذي يضغط بقوة على كل المتصارعين. خلاصة الحديث هو أن الصراع هو صراع قيم، حول ممارسة الحريات اليومية.
http://hespress.com/interviews/42687.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة
نور الدين




عدد المساهمات : 4
نقاط : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/11/2011

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 8:38 am

إن هذا الكلام يشبه كلام المنجمين لا المحللين الذين ينطلقون من وقائع واضحة و يبنون عليها تحليلهم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
باين عاين




عدد المساهمات : 514
نقاط : 692
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 03/09/2011

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 11:49 am

اعتقد ان كل ما قاله الطزي مردود. على اعتبار ان هدا الاخير شارك في صياغة الدستور .وكان عليه ان يبين ماقامت به اللجنة التابع لها. وما قدمته للمغاربة بما فيهم حركة 20.2.2011 .ومادا حققت لهؤولاء الدين خرجوا للشارع. واستغرب لهدا الطزي الدي كما يقول المتل. يبيع القردويضحك على ليشراه. يشارك في صياغة الدستور ويتسائل عن مدى فاعليته في مواجهة حركة الشارع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
kambouta




عدد المساهمات : 98
نقاط : 105
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/06/2011

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 12:24 pm

الملك هو ملك لكل المغاربة .. وفي اعتقادي حتى من ينعتونهم ب "الإسلاميين" هم مواطنون مغاربة ولم تنزع عنهم جنسيتهم لحد الساعة .. أما وصولهم للسلطة فقد كان مجرد تنزيل للدستور إلى أرض الواقع عبر انتخابات نزيهة .. ولذلك فمن غير المنطقي تقويل الملك ما لم يقله وجعله في صف معارض للقيم الديمقراطية .. ثم أن اختصاصات الملك محددة بمقتضى فصول الدستور .. وكذلك اختصاصات الحكومة .. ولا يمكن لأي سلطة أن تحتكر أعمال سلطة أخرى .. هذا إن كنا نتحدث بمنطق دستوري وقانوني .. أما إن كنا نتحدث عن "الوصاية" وتسيير أمور الدولة كما كانت تسير منذ الإستقلال .. فمن الأجدر حرق الدستور والاحتكام للقواعد العرفية.
آخر كلامي للسيد الطوزييي رغم يقيني بأنه لن يقرأ كلامي .. ابتلع لسانك داخل حلقك لأنك شخص غبي وتحليلك للأشياء غبي كذلك .. ثم إنه لشكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كاتب هذه المساهمة مطرود حالياً من المنتدى - معاينة المساهمة
kambouta




عدد المساهمات : 98
نقاط : 105
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/06/2011

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالثلاثاء ديسمبر 06, 2011 3:32 pm

الملك لا يحتاج لا للعدالة والتنمية ولا لأي حزب آخر .. رغم أني لم أقل بحاجته لشيء .. ثم لماذا تستكثر على حزب بن كيران أن تكون له "مرجعية" فيما ترى أن الأمر عادي جدا بالنسبة لباقي الأحزاب التي تدعي المرجعية "الحداثية" أي حق كل مواطن في التعري والإفطار في رمضان .. ثم ما الذي يضرك إن كان "القلة القليلة الساذجة" على حد وصفك هي التي اختارت العدالة والتنمية! هل تريد الحجر على آراء الشعب وكأنك وحدك ألمعي زمانك والباقي غوغاء .. وهل كنت ستكتب ما كتبت لو فاز أي حزب آخر "حداثي" بالزعامة؟ ثم ألم تجرى انتخابات نزيهة بشهادة العالم؟ ثم ما شأنك أنت في اختيارات الشعب؟ وهل هذه هي الديمقراطية التي يتشدق بها "الحداثيون" وأنت واحد منهم؟ وإن كانت نتائج التصويت دون فائدة فقط لأن ما تشتهيه نفسك لم يتحقق فما جدوى الانتخابات إذن .. وإن كنت لا تؤمن بالانتخابات كوسيلة لتنزيل الديمقراطية إلى "الضس" فماذا تقترح علينا بنبوغك كحل؟ لماذا لا ترض بحكم الأغلبية وبقواعد اللعبة التي ارتضتها كل شعوب العالم .. أم أن فقط "الحداثيون" هم المنزهون الملائكة فيما الباقي هم شياطين .. لماذا لا تكون واقعيا مع نفسك أولا ثم مع من تخاطبهم .. ثم كي لا يشطح بك خيالك بعيدا فأنا لست "إسلاميا" ولم أصوت على حزب بن كيران ولست أتعاطف معه .. لكن حين يختار الشعب فليس من حقي تبخيس رأي هذا الشعب .. ولا أحد يملك الحقيقة الكاملة ولا شخص منزه أو فوق الخطأ .. لو فقط تتخلى عن عجرفتك وتحذلقك لرأيت الأمور بشكل أفضل .. ثم إنه لشكرآ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الدين




عدد المساهمات : 4
نقاط : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/11/2011

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: رد: الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين   الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالأربعاء ديسمبر 07, 2011 7:56 am

الشيء المؤكد أن حزب العدالة و التنمية حصل المرتبة الأولى في الانتخابات باختيار من الناخبين الذين شاركوا في هذه الانتخابات. قد نختلف مع هذا الحزب، لكن نحترم فيه نظافة و نزاهة أعضائه بشكل عام، لأنهم لم يتورطوا في ملفات الفساد و لا استعملوا المال للوصول إلى البرلمان ... من باب الأمانة يجب أن نشهد في هؤلاء شهادة الحق رغم اختلافنا معهم.
النظام يحتاج إلى العدالة و التنمية، نعم يحتاج إليه لأن هذا الحزب، لا غيره، هو عنوان التغيير في المرحلة الحالية، أي حزب آخر كان سيقود الحكومة غير العدالة و التنمية كان ذلك بمثابة تأجيج لمظاهر الاحتجاج في الشارع. هذه الموجة من الاحتجاجات و التغيرات التي تجتاح المنطقة هي مهددة لجميع الأنظمة السياسية القائمة، و سماح النظام لحزب العدالة و التنمية بقيادة الحكومة هو إجراء وقائي من أجل تجنب الأسوء في القادم من الأيام، لأن الشارع يغلي في محيط إقليمي محرض على الخروج إلى الشارع احتجاجا و تنديدا بالأوضاع ....
للأسف، قبل العدالة و التنمية أن يوظف من طرف النظام السياسي لمواجهة موجة الاحتجاجات، و لكن يقيني أنهم يريدون خدمة الوطن، و نتمنى أن تلتقي جهود جميع الشرفاء في هذا البلد، من داخل المؤسسات و خارجها، من اليمين و اليسار، من الإسلامي و العلماني ... لنبني وطنا للجميع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اسماعين يعقوبي

اسماعين يعقوبي


عدد المساهمات : 1328
نقاط : 2636
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 07/01/2010
العمر : 51

الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Empty
مُساهمةموضوع: الطوزي:مسار مراجعات العدالة والتنمية تمكنــه من إنتاج فكر سياسي حداثي متميز    الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين Emptyالخميس ديسمبر 08, 2011 2:03 pm

❍ اقتراع 25 نونبر كان اقتراعا استثنائيا من حيث الشروط التي مر فيها واستثنائيا من حيث النتائج التي أفرزها، من جهتكم ما هي قراءتكم لنتائج هذا الاقتراع؟.

● اقتراع 25 نونبر هو استثنائي بمقاييس واعتبارات عدة، استثنائي أولا لأنه جاء في ظل الدستور الجديد الذي يحدد علاقات جديدة بين السلط ويعطي صلاحيات جديدة لرئيس الحكومة، ويعطي صلاحيات جديدة للبرلمان، ويقر بطريقة لا غبار عليها أن المرجع الأساسي للسيادة هو صناديق الاقتراع. حيث أصبح مفهوم السيادة في بعده القانوني مرهونا بصناديق الاقتراع. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، هو استثنائي من حيث الإطار القانوني الذي ينظم الانتخابات سواء على مستوى الرفع من تمثيلية المرأة أو تمثيلية الشباب أو التقطيع لانتخابي أو نظام الاقتراع، إذ كان محط نقاش سياسي، بل كان محط تفاوض سياسي حاد أدى إلى إحداث بعض التوازنات وأفضى إلى انخراط كلي للقضاء كفاعل أساسي لتأطير الانتخابات وانخراط كبير للمعاينة والمراقبة الدولية والمحلية بمعايير جديدة، ثم لا ننسى أيضا الحياد إلى حد ما للإدارة، والذي برز من خلال التعامل الإيجابي السريع مع الدفوعات والشكايات. ثم هناك الجانب الثالث من البعد الاستنثنائي في هذه الانتخابات وهو المتعلق بالحملة الانتخابية نفسها، لأنه لأول مرة هناك من يقاطع وأعطيت له الكلمة كي يعبر عن موقفه، وأقصد بذلك حركة 20 فبراير بمكوناتها الأساسية، وكان هناك تعامل جديد إلى حد ما في الحملة الانتخابية، لأن الحملة الانتخابية في التجارب السابقة كانت مطبوعة بالنزعة التقليدية وشخصنة السياسة، في حين أن أهم ملمح لهذه الحملة هو كونها جعلت البرامج الانتخابية موضوعا للدعاية الانتخابية. ومع أن هذه البرامج تتشابه في كثير من المعطيات، ولكن لوحظ وجود متابعة استثنائية من طرف المتابعين والمختصين لهذه البرامج، لأن الأحزاب السياسية في هذه البرامج، على الأقل صارت تحدد الإجراءات والتدابير من خلال أرقام قابلة للقياس والتقويم. هذه الجوانب التي أعطت لهذه الانتخابات بعدها الاستثنائي بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، أعادت الثقة في الانتخاب كآلية من آليات الديمقراطية. الجانب الرابع في هذه الجوانب هو النتائج، فقد كان منتظرا أن يفوز حزب العدالة والتنمية، ولكن ليس بهذه النتيجة الكبيرة. فعلى الرغم من أن النظام الانتخابي يسير في اتجاه تقليص حظوظ الأحزاب الكبيرة، لكنه أيضا قد يفضي إلى العكس، فقد أثبتت هذه الانتخابات أن نمط الاقتراع يخدم الأحزاب الكبيرة التي تستطيع أن تحرز على عدد كبير من الأصوات ويضمن لها أكثر من مقعد. فالملاحظ أن ألآليات التي تستعمل في التقطيع بقصد التقليص من حظوظ بعض الأحزاب أدت إلى عكس ذلك وجعلتها تفوز بمقاعد عديدة في الدائرة الواحدة. ، فبعض الدوائر استطاع حزب العدالة والتنمية أن يفوز فيها بثلاث مقاعد كدائرة طنجة أصيلة وينافس في المقعد الرابع من خلال ما تبقى له من الأصوات. فلا يحفى أنه كان مستبعدا جدا أن يحصل أي حزب على 60 في المائة من مقاعد الدائرة بحكم النظام الانتخابي، لكن أثبت حزب العدالة والتنمية في بعض الدوائر أنه بالإمكان حصوله على هذه النسبة. ثانيا، لقد أثبتت نتائج هذه الانتخابات تمكن الحزب من تخطئة النظرة التي تجعل نفوذه منحصرا فقط في شمال نهر أم الربيع، فأبانت هذه النتائج عن تمركز نفوذه الانتخابي أيضا جنوب هذا النهر. ففي نتائج 2007، كانت معظم مقاعد الحزب تنتمي إلى شمال نهر أم الربيع، لكن هذه الانتخابات أثبتت أن للحزب حضور تمثيلية في كل التراب الوطني.

❍ الملاحظ في نتائج انتخابات اقتراع 25 نونبر العدالة والتنمية أول أنه عزز وجوده في المدن بشكل قوي، ثم ثانيا أنه استطاع أن يضمن نجاح كل قياداته البرلمانية السابقة بنسبة 29 من 31 برلماني، ثم ثالثا تمكنه من إحراز تمثيلية شاملة للتراب الوطني. في نظركم إلى ماذا يعود هذا الفوز وما العوامل المفسرة لذلك؟

● أنا أشتغل الآن على هذه النتائج، وسأحاول في دراسة جار إعدادها تفسير كل العوامل التي أدت إلى إفراز هذه الخريطة الانتخابية. لكن الملاحظة الأساسية التي أريد أن اسجلها هنا، أنه وقع تحول دال في السياسة في المغرب، إذ أصبح الناس يصوتون على الحزب وليس على ألأشخاص، بدليل أن بعض الدوائر التي وضع فيها أعيان بقصد الفوز بالانتخابات، لم يقوموا فيها بالدور الذي كانوا يقومون به في السابق، وما أثارني كثيرا، وهو مما يمكن أن نعزز به هذه الملاحظة، هو أن الدوائر التي كان فيها معارضة من داخل الحزب لتزكية أشخاص زكتهم الأمانة العامة ونزلتهم في بعض الدوائر مثل دائرة البرنوصي مثلا حققت لائحة الحزب فيها نجاحا كبيرا من حيث عدد الأصوات وعدد المقاعد. وهذا له دلالته، فهو يعني من جهة أن الحزب يمتلك قوة تنظيمية تمتص هذه الخلافات، ثم يعني ثانيا أن الناخب يصوت لفائدة الحزب وليس للشخص. ومما يعزز أيضا هذه الملاحظة، أن الحزب قدم في بعض الدوائر مرشحين مغمورين من الناحية السياسية ولا يعرفهم أحد، وتمكنوا من الفوز، فالأستاذ خيري مثلا، رغم أنه أستاذ جامعي ومحامي، لكنه لا يحظى على مستوى الشعبية بوزن كبير، ومع ذلك فازت لائحته، لأن الناخب صار يصوت على الحزب ولا يصوت على الشخص. أظن أن الجديد في تفسير نتائج الحزب، هو أنه استطاع أن يخرج عن دائرة الكتلة الناخبة المتدينة أو المتعاطفة أو المنتمية له، وكسب شرائح جديدة من الكتلة الناخبة. فقد كسب الحزب الطبقة المتوسطة، ونال أصواتا كثيرة من الطبقات الكادحة، واستطاع هذه المرة أن يأخذ نصيبه حتى من الطبقات فوق متوسطة من المقاولين والمستثمرين. معنى ذلك أن الحزب استطاع أن يتجاوز زبونه التقليدي المتمثل في الطبقة الوسطى، ويضيف إليه زبائن جديدة من كافة الطبقات. ثم ما يمكن أن نلاحظه أيضا على مستوى العوامل المفسرة لفوز العدالة والتنمية، هو الخطاب الذي استعمله، والذي لم يكن خطابا دينيا، فقد تحاشى إلى حد كبير المفردات الدينية، وعمل على إزاحة الرموز الحركية الدعوية التي يمكن أن تعبر عن التوجه الديني كتوجه أساسي. فمما يلاحظ أن الحزب في الحملة الانتخابية أتقن ما يمكن أن نسميه آلية التخاطب، خاصة وأن الطلب الأساسي كان سهلا ميسورا. صحيح أن الحزب رفع شعار محاربة الفساد والاستبداد وتقاسم بذلك مع 20 فبراير التطلعات والشعارات والعناوين التي رفعتها، لكن ما هو مهم في الخطاب هو أكثر من قضية محاربة الفساد والاستبداد، فما كان عليه طلب كبير من خلال الأبحاث والدراسات التي قمنا بها حول القيم هو "المعقول" وهو مفهوم مركب ليس له مدلول ديني صرف، ولكنه يجمع كل القيم التي تمثل النزاهة والشفافية والاستقامة وغير ذلك مما يقدر المغاربة أنه هو العامل المحدد لتفسير الاختلالات التي يعيشها المغرب. فإذا رجعت إلى البحث الذي أجريناه حول القيم أو "الإسلام اليومي" ستجد أن "المعقول" تصدرت القيم الأساسية التي يطلبها المغاربة في حياتهم. وهو ما استعمله الحزب بكثافة في حملته الانتخابية، وكان جزءا لا يتجزأ من خطاب أمينه العام في كل المهرجانات الخطابية التي تدخل فيها. وبالإضافة إلى قيمة "المعقول" فاللافت في خطاب الحزب هو البعد الوطني والذي بدون شك كان له مردوده الانتخابي. ثم هناك مسألة أخيرة، لا يمكن أيضا أن نتجاهلها، وهو أن هناك جزءا لا يستهان به من الكتلة الناخبة قام بما يسمى بالرهان بالباسكالي، أي أن الناخبين أرادوا أن يجربوا هذا الحزب ويعطوه فرصة ليروا ما يمكن أن يقوم به. والمهم في هذه الانتخابات، أن هناك شريحة من الناخبين لم يكونوا يثقون في العملية الانتخابية، وشاركوا في هذه الانتخابات، ليس لأنهم صاروا واثقين من العملية الانتخابية ومؤدياتها، ولكن لأنهم أرادوا أن يجربوا حزب العدالة والتنمية، ويجربوا من خلاله إمكانية عودة الثقة إلى الحياة السياسية، ويتأكدوا هل هذه الانتخابات هي جزء من مناورة سياسية مبرمجة مثل المناورات السابقة، أي أن الإسلاميين سيكون مثل الاتحاديين ثم الاستقلاليين الذين تم توظيفهم لإضفاء مشروعية على الحياة السياسية لظرفية معينة؟ أم أن الأمر يتعلق فعلا بكون حزب العدالة والتنمية جاء نتيجة عملية ديمقراطية أفرزتها صناديق الاقتراع.

الخلاصة أن المنطق الذي صوت به الناخب لفائدة حزب العدالة والتنمية هو منطق متعدد، وأن الجديد هو أن الحزب خرج من دائرة الكتلة الناخبة المنتمية له أو المتعاطفة معه أو المتدينة بشكل عام، واستطاع أن يستقطب من كل الشرائح ومن كل الطبقات الاجتماعية.

❍ إذا استعرنا مفاهيم علم السياسية في عملية التحليل والمقاربة، ما يعني إليكم فوز حزب العدالة والتنمية، وما الجديد الذي أضيف للمشهد السياسي ولقواعد اللعبة؟ وهل وقعت خلخلة في المشهد السياسي ستسهم في تأسيس وضوح في العمل السياسي وإحداث أقطاب سياسية؟

● دعني أقول لك أولا، أن الإطار الدستوري الجديد هو الذي أحدث خلخلة في المشهد السياسي. فانتصار حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات هو نتيجة مباشرة للإصلاح الدستوري ولقوة الرهانات التي يطرحها، لأن أكبر رهان للإصلاح الدستوري كان هو إعادة الاعتبار للسياسي، والانتخابات جاءت مكملة لهذا الرهان الأساسي. فحينما يتحدث الدستور عن حكومة منبثقة عن صناديق الاقتراع مسؤولة ومحاسبة بطريقة وحيدة أمام البرلمان، فهذا معناه أن الانتخابات هي وسيلة أساسية لتحقيق هذا الرهان. وأستطيع أن أقول بأن الدستور بمواصفاته الجديدة بنى سلطة الأغلبية، لكنه في نفس الوقت بنى وبنفس القوة سلطة المعارضة، فدسترة المعارضة كمكون أساسي في النظام السياسي تجعل مسؤولية التدبير للحكومة ومسؤولة المتابعة للمعارضة أمرا دستوريا. فيما يخص اقتراع 25 نونبر، أظن أنه يشكل بداية الطريق لبناء تكتلات مبنية على تصورات واختيارات سياسية. الجديد اليوم، أن هذه التقاطبات لم تعد بمنية على أساس القرب من المؤسسة الملكية،فمحيط صناعة القرار لم يعد هو الذي يحدد التحالفات والتقاطبات، ولكن الذي يحدد هذه التقاطبات هو التصورات السياسية والمشاريع التي تحملها الأحزاب للمجتمع وأيضا المشاريع التدبيرية.

❍ نقل عنكم في إحدى المواقع الإلكترونية أنكم قلتم أنه من المؤسف من الناحية العاطفية أن يقبل الملك اقتسام السلطة مع الإسلاميين، وعللتم ذلك بكراهية الملك لهم، هل تؤكدون هذا التصريح، وماذا تقصدون به؟

● ما نشر في هذا الموقع لا يمت يأية صلة لما قلته، الذي حدث أن الصحفي الشاب الذي اتصل بي لم يحرر بشكل جيد ما قلته، وحتى أكون واضحا معكم، سأعيد ما قلته مما وقع تحريف مضمونه، كنت بصدد تفسير نتائج اقتراع 25 نونبر الذي أفرز فوز العدالة والتنمية، فقلت إن الملكية ولأول مرة ستكون مضطرة للتعامل مع أفرزته نتائج الاقتراع التي لم يكن طرفا في إنتاجها بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر، وهذا يعني أن السلطة التحكيمية هي التي ستبرز، لأنه بمقتضى الدستور الجديد أصبح الملك ملزما بالتعامل مع وضعيات سياسية لم يكن طرفا في إنتاجها. بحيث موقع التحكيمي أصبح هو الموقع الاستراتيجي، والحياد اتجاه الفرقاء السياسيين. فأصبحت المسطرية الديمقراطية هي التي تحدد علاقة الملك بالفرقاء السياسيين وبالسلط جميعها، فهذا هو المنطق الجديد الذي صار يؤطر علاقة الملكية بالأحزاب السياسية بما في ذلك الأحزاب التي تصدرت نتائج الانتخابات. أما مسألة كراهية الملك للإسلاميين فلم أقلها ولا أتبناها ولا أستعمل مطلقا في تحليلاتي مثل هذه المفردات ولا أعيرها أي اهتمام ضمن أدوات التحليل.

❍ هل يمكن أن نفهم من كلامكم أن عهد استعمال المستشارين الملكيين كوسطاء بين الملك وريس الحكومة للتدخل في تشكيل الحكومة قد ولى من غير رجعة؟

● طبعا انتهى. بل أكثر من ذلك، إن الملك لم يكتف بتطبيق الدستور في حرفيته، وإنما طبق التأويل الديمقراطي له وطبق روحه لما عين الأستاذ عبد الإله بنيكران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيسا للحكومة. بل حتى على مستوى الطقوس التي تعتبر مؤسسة، إذ تم تعيين بنكيران بسرعة ومن غير تردد، ولم يحدث لحد الآن أي تدخل في صلاحيات رئيس الحكومة المعين لتشكيل الحكومة. فهو يمارس مشاوراته بكل حرية. فهذه الطقوس مؤسسة، وقد سبق أن تحدثنا عن الجوانب التي جعلت من اقتراع 25 نوبر محطة استثنائية في المغرب، وأضيف هنا أن هذه الانتخابات استثنائية من حيث كونها مؤسسة. لأنها تؤسس على مستوى الطقوس وعلى مستوى القوانين المؤطرة للحياة السياسية والمسار الديمقراطي. أنا أظن أن ما عشناه الأسبوعين ألأخيرين يفيد أن الإرادة السياسية ممثلة سواء في المؤسسة الملكية أو بقية الفرقاء السياسيين، هي إرادة للتأسيس. فالطريقة الحضارية التي تم استقبل بها الملك بنكيران وعينه، والطريقة الحضارية التي يتم بها تدبير المشاروات لتشكيل الحكومة، والطريقة التي عبر بها بعض الأحزاب للمشاركة أو للخروج إلى المعارضة، تشير إلى أننا نمر فعلا بمرحلة تأسيسية للمسار السياسي الحضاري.

❍ في هذا السياق كيف تقرأ موقف الاتحاد الاشتراكي؟هل كان متوقعا؟

● هذا الموقف كان متوقعا، وأظن أن هذا الحزب فهم رسالة الناخب، وهو كونه ليس راضيا عن أداء هذا الحزب. وأن الحزب اليوم أصبح في حاجة إلى إعادة بناء ذاته لاستعادة ناخبيه.

❍ لكن في نظركم هل بالضرورة سيتمكن من بناء حزبه من موقع المعارضة؟

● هذا هو التقدير السياسي الذي انتهى إليه الاتحاديون. هناك في الحقيقة قراءتان، القراءة ألأولى أن الاتحاد كان ينبغي عليه أن يلتحق بالكتلة ويتحالف مع العدالة والتنمية، لكن هناك أيضا قراءة ثانية، فالحكومة أيضا تتطلب وجود معارضة مسؤولة وليس معارضة عبثية من أجل المعارضة. وهنا أستطيع أن أقول أن آفاق التعاون بين الأغلبية الحكومية والمعارضة ستكون ممكنة.

❍ هل تعتقدون أن بإمكان الاتحاد الاشتراكي بعد سنوات طويلة من المشاركة أن يرجع إلى المعارضة من أجل تقوية ذاته الحزبية؟

● هذا ما يقولونه وهذا ما برروا به خروجهم للمعارضة. فهم يعتبرون أن خروجهم للمعارضة هو لأجل بناء الذات وخلق معارضة مسؤولة. وأعتقد أن هذا الموقف يقصد به محاولة استرجاع الزبناء التقليديين لهذا الحزب. فقد استطاع حزب العدالة والتنمية أن يحقق فوزه من خلال انتزاع شرائح كبيرة من لكتلة الناخبة التقليدية لحزب الاتحاد الاشتراكي خاصة في الوسط المتعلم، من الأساتذة والمعلمين وأساتذة التعليم العالي والطلبة. فيمكن أن يكون جزء من الرهنات التي يسعى الاتحاد الاشتراكي إلى تحقيقها هو استعادة هؤلاء الزبناء. السؤال المطروح اليوم، هو على أي أساس ستكون الأقطاب السياسية، هل على أساس سياسي؟ أم إيديولوجي؟ أم تدبيري؟ أظن أننا بصدد التأسيس لهذه المرحلة لأن هذه التقاطبات ستنفع الناخب، لأنه يدرك أن صوته أصبح له قيمة، وأصبح مؤثرا في صناعة فريق متحالف يمكن أن يشكل حكومة تحقق انتظاراته.

❍ كنتم من الدافعين عن قضية إدماج الإسلاميين في الحياة السياسية، اليوم نحن نعيش طورا متقدما في مسار هذا الإدماج، وهو وصول الإسلاميين إلى رأس الحكومة، في نظركم ما ألأثر الذي يمكن أن يكون لوصول الإسلاميين للحكم في تدعيم المسار الديمقراطي بالمغرب؟

● بكل تأكيد وصولهم إلى الحكم سيشكل دعامة أساسية في المسار الديمقراطي. هذا ليس فيه أدنى شك. كنت أدافع عن حق الإسلاميين في الدخول الإسلاميين، ليس فقط العدالة والتنمية، بل أيضا العدل والإحسان إدا قبلوا الإطار القانوني الذي يؤطر الحياة السياسية. أنا من موقعي أؤمن بالديمقراطية كوسيلة من وسائل تدبير الاختلاف الموجود في المجتمع، وهذا هو الربح الذي كسبناه اليوم، لأننا ربحنا وسنربح إعادة الاعتبار للسياسة، وثانيا سنربح إعادة الاعتبار للدولة والمؤسسات وسلطة القانون. وأظن أن أكبر كسب يمكن أن نحققه هو الدور الذي يحدثه الإدماج السياسي للإسلاميين في دفعهم إلى إعادة النظر في التنظير السياسي للدولة المدنية من خلال المرجعية الإسلامية، وهذا تحد مطروح على الحركة الإسلامية، وأظن أن العدالة والتنمية، من خلال منطلقاته واختياراته الفكرية هو أكثر تقدما من تيارات أخرى من الإسلاميين مثل الإخوان المسلمين، ربما لأنه لا يمتح نموذجه من التيارات السلفية، وإنما من التجارب التدبيرية الديمقراطية المتقدمة ومنها النموذج التركي. وأظن أن العدالة والتنمية، بما أنجرته من تحولت فكرية – فيما يسمى بالمراجعات التي دشنها منذ نهاية السبعينيات من نبذ العنف إلى التأسيس للديمقراطية- وبالمنهجية المقاصدية التي يتبناها قادر على إنتاج تنظيرات تجيب على التحديات المطروحة اليوم، ولاسيما ما يتعلق بالدولة المدنية بطريقة ديمقراطية وفي إطار احترام للقوانين والمقتضيات الدستورية. وهذا دور الفقه السياسي. لاشك أم الممارسة السياسية ستطور هذا الفكر، ولكن لا بد أن يكون هناك إنتاج تنظيري مساير، وهو ما ننتظره. وأظن أن التلاقح الموجود بين العدالة والتنمية وبعض التجارب الرائدة مثل النموذج التركي ستعينه في القيام بهذه المهمة. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية السياق التركي المحكوم بالإطار العلماني الذي لا يدفعهم للتفكير في تنظير سياسي لشكل الدولة المدنية من منطلق المرجعية الإسلامية كما هو الشأن بالنسبة إلى العدالة والتنمية المغربي. وأعتقد أن رصيد المراجعات التي أنجزها الحزب وسيرورتها سيمكن الحزب من إنتاج فكر سياسي حداثي متميز لكنه مغربي.

❍ نرجع إلى النقاش التفصيلي، بالنسبة إليكم تشكيل العدالة والتنمية لحكومته ستكون مهمة سهلة أم أن هناك تحديات يمكن أن تصعب هذه المهمة؟

● أظن أن هذه هي المسائل السلبية في الديمقراطية وفي حكومة الائتلاف. لأنها تتطلب المفاوضات. وأظن أن العدالة والتنمية يؤسس لطريقة جديدة في هذه المفاوضات رغم أن ما صاحب هذه العملية من بعض التصريحات قد شوش عليها. أظن أن برنامج العدالة والتنمية هو اليوم مطروح في السوق، فرغم وجود تقاطعات مع برامج الأحزاب ووجود إمكانية كبيرة للتحالف، هناك مبدأ كبير هو الذي سيسهم في بناء هذا التحالف حسب المنهجية الجديدة التي يستعملها حزب العدالة والتنمية وهو ما يسمى بـ"المعقول". وهذا ما لمسناه في خطاب العدالة والتنمية الذي قال فيه بأن لا يريد أن يشكل الحكومة بوجوه يكرهها الشعب، وفي هذا ألإطار يمكن أن يجد هذا التحالف عناصر "معقولة" في كل الأحزاب يمكن أن يؤسسوا هذه الحكومة. لا أستطيع أن أحسم هل هذا الأمر سهل أن صعب، لأنه أمر جديد ومؤسس، ومن طبيعة الجديد المؤسس أن يكون صعبا. وأظن أن وضعية الحزب تحتمل قراءتين، فمن جهة هي مريحة لأن نتائج الاقتراع أعطته فوزا واضحا لا غبار عليه، ومن جهة أخرى فهذه الوضعية غير مريحة لأنها تعطيه مسؤولية القيادة والريادة. وهذه المسؤولية لا تتحمل الغموض والمساومات والتوافقات اللزجة.

❍ في نظركم ما هي التحديات المطروحة على حكومة العدالة والتنمية؟

● هي تحديات كبيرة. فأولا نجاح العدالة والتنمية جاء في مرحلة صعبة يمر بها ليس فقط المغرب ولكن أيضا العالم ككل. فهناك أزمة اقتصادية خانقة وما زالت تداعياتها لم تصل بعد إلى المغرب. شركاؤنا الأساسيون في أزمة. وهذه الوضعية تطرح تحديا كبيرا لاستنفار الهمم والتعبئة الشاملة. أما على المستوى الإجرائي، فأظن أن أكبر تحدي مطروح على العدالة والتنمية وهو ما ينتظره المغاربة من إعمال "المعقول" ابتداء من الكتلة الناخبة التي صوتت على الحزب. وأكبر تحدي يواجه العدالة والتنمية اليوم هو التعليم والرفع من إنتاجيته ، والرفع من المردودية اليومية للأستاذ. وعلى مستوى الشارع، التحدي الأكبر المطروح هو إعادة الاعتبار للقانون وإعادة الاعتبار للشارع العام، ومحاربة الفساد، بما أن حزب العدالة والتنمية يمتلك بعدا أخلاقيا كبيرا في خطابه. هناك تطلعات كبيرة للمواطنين من أجل محاربة الفساد. وأعتقد أن بقية ألأمور لا تطرح أي مشكلة، فالعدالة والتنمية يدين المنهج البراغماتي المفصول عن القيم والمبادئ، ولا يطرح تصوره الاقتصادي أي مشكل ما دام لا يحمل أي عداء عقائدي لاقتصاد السوق والنهج الليبرالي، وهذا ما لاحظناه من طمأنة المستثمرين والمقاولين والشركاء. وأظن أن التحدي الأهم هو إعادة الاعتبار للوظائف الأساسية للدولة على مستوى الخدمات العمومية والرفع من مردودية التعليم والصحة.

❍ ماذا عن الشارع وحركة 20 فبراير؟

● أظن أن حركة 20 فبراير كانت حليفا موضوعيا لحزب العدالة والتنمية، فقد ساهمت إلى حد ما في إضعاف بعض الفرقاء السياسيين وبعض الرموز السياسية مثل رموز البام، وحتى القراءة التي قدمتها لتحالف مجموعة الثمانية، هي التي طغت على مستوى الحملة الانتخابية، وهو ما أفاد حزب العدالة والتنمية وأدى لها خدمات. وبالنظر إلى مكونات 20 فبراير، هناك إمكانية لالتحاق النهج الديمقراطي والحزب الاشتراكي الموحد باليسار إذا كان مشروع المعارضة جديا وجذابا، وهناك إمكانية لإدماج العدل الإحسان. فرغم التباعد التاريخي والسياسي بين العدالة والتنمية وحركة عبد السلام ياسين، أظن أن هناك إمكانية لهدنة مرحلية ظرفية بين المكونين في إطار ما أسميه البحث عن المعقول، وذلك لإثبات حسن النوايا. فقيادات العدل الإحسان دائما يظهرون في شكل مسؤول ووطني ويعملون لمصلحة الوطن ويقدمون هذه المصلحة على المصالح الفئوية الضيقة. ولهذا أظن أنه على مستوى لاقتراحية واختراع وسائل جديدة للتدبير هناك خبرة للإخوة في العدل والإحسان يمكن أن تفيد التجربة السياسية المغربية إذا دخلت العدل والإحسان في العملية السياسية.

❍ كيف تنظرون إلى مستقبل المغرب السياسي في ظل هذا التأسيس؟

● أنا جد متفائل، لأننا نؤسس لتقاليد سياسية جديدة، تعيد الثقة للمواطن في العمل السياسي وتعيد الثقة في ورقة الانتخاب باعتبارها إما ورقة مكافأة أو عقاب وهذا هو جوهر العملية الديمقراطية. ومن جانب ثان، فحتى على المستوى القانوني والدستوري، فهناك إطار مؤسس يضمن خلق سلطات وسلطات مضادة، ويحدث بذلك التوازن المطلوب في نظام سياسي.

حاوره بلال التليدي
http://www.alislah.ma/2009-10-07-11-53-04/item/21241-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%B2%D9%8A%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D9%85%D9%83%D9%86%D9%80%D9%80%D9%87-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D9%81%D9%83%D8%B1-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D9%85%D9%8A%D8%B2.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الطوزي: مؤلم جدّاً أن يقبل الملك تقاسم الحكم مع الإسلاميين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محاربة الرشوة: المغرب في رتبة متأخرة غداة وصول الإسلاميين إلى الحكم الإثنين, 26 كانون1/ديسمبر 2011 09:48 إسماعيل بلاوعلي – الرباط
» السباعي يتهم وكيل الملك بخريبكة بتشجيع خالة الملك على التمادي في خرقها وعبثها بالقانون
» محافظ القصر الملكي يهدد وكيل الملك بتطوان. زار مكتب وكيل الملك لمحاولة التدخل في حاثة سير مميتة وتوعده بعد رفض استقباله
» عاجل- مرسي يقبل بالرحيل مقابل شروط
» القضاء يقبل شكاية ضد وزير النقل غلاب بتهمة "إهدار المال العام"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
AADALA :: مقالات في الصحف-
انتقل الى: