http://www.hespress.com/international/237986.htmlنورالدين لشهب من أنقرة
الاثنين 11 غشت 2014 - 01:30
مرة أخرى تثبت استطلاعات الرأي توقعاتها، ويفوز طيب رجب أردوغان بمنصب رئيس جمهورية تركيا – المنصب الأول في البلاد – بنسبة 52 بالمائة (وفق نتائج غير رسمية) تؤهله مباشرة دون اللجوء إلى الدور الثاني الذي كان مقررا يوم الخامس عشر من الشهر الجاري، في حين احتل مرشح أحزاب المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو المرتبة الثانية كما كان متوقعا بنسبة 37.3 بالمائة وثالثا المرشح الكردي صلاح الدين دميرطاش بنسبة 9.7 بالمائة معلنا دخوله عالم الكبار في المجال السياسي.
فوز متوقع
أجواء الاستعداد للفرح بالفوز بدأت منذ الساعات الأولى من يوم الأحد، فأنصار حزب العدالة والتنمية كانوا متأكدين من فوز مرشحهم والظفر بمنصب رئيس جمهورية تركيا، بالأغلبية المطلقة من الجولة الأولى وهو الرئيس رقم 12 في تاريخ تركيا الحديثة.
كان حضور رجال الصحافة والاعلام لافتا وعشرات القنوات التلفزية من بلدان وقارات مختلفة وبلغات متنوعة قدمت إلى مقر حزب العدالة والتنمية المركزي بأنقرة، للتنافس في نقل خطاب النصر لأردوغان. فبعدما صلى هذا الأخير في مسجد أبو الانصاري بإسطنبول وشكر الله على وهي سنة العثمانيين في التعبير عن فرحهم، ثم ولى وجهه نحو العاصمة أنقرة للاحتفال بفوزه على منافسيه.
مباشرة بعد إعلان الفوز، خرجت سيارات عديدة تحمل أعلام الحزب والأعلام الوطنية في مواكب حاشدة تجوب شوارع انقرة، والجماهير الغفيرة تكتلت أمام مقر الحزب تحمل أعلام تركيا وفلسطين وشعارات الحزب، وكان لافتا رفع شعارات اسلامية من قبيل : بسم الله.. الحمد لله.. الله أحد وسط حراسة مشددة من لدن أجهزة الأمن والشرطة ورجال المخابرات مسلحين بمسدسات يرصدون كل التحركات ترقبا لأي محاولة تربك الاحتفالات وتمس الرجل الأول في البلاد.
انتصار المظلومين
خطاب أردوغان في الشرفة (أو البالكون كما يقولون هنا في تركيا) كان واثقا منتشيا بالفوز الذي حققه معلنا أنه سيكون رئيسا لـ 77 مليون تركي ولن يكون خصما لمواطن ضد أخيه كيفما كان عرقه او لغته او الجهة التي ينتمي اليها مفندا كل ادعاءات التفرقة التي كالها له خصومه.
كما شكر كل المواطنين الذين ذهبوا اليوم لصندوق الاقتراع سواء صوتوا ضده او معه لأن المواطن التركي الذي شارك في الانتخابات اليوم قد مارس حقه الديمقراطي الذي سيعزز تجربته السياسية من عمر تركيا الحديثة.
"انتصارنا اليوم ليس انتصارا لتركيا بل هو انتصار لكل المظلومين في العالم من بيروت والعراق والشام ونابلس وغزة والبوسنة.. هذا انتصار لكل محبي تركيا في العالم"، بهذه الكلمات أصر أردوغان على تذكر كل بلدان الجوار التي تعاني اليوم من اضطرابات خطيرة قد تعصف بالمنطقة.
أردوغان ولأول مرة في خطابه ذكر أمريكا بالإسم، وقال بأنه ينتصر لكل مظلوم في العالم ولو في امريكا، وهي دلالة منه سياسية وحضارية في مقارنة ديمقراطية أمريكا التقليدية مع ديمقراطية تركيا الحديثة.
"الدولة الموازية".
أردوغان الذي حاول التحدث في خطابه من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية باعتباره رئيسا لجمهورية تركيا وليس زعيما لحزبه، خفف من نقده للمعارضة ولم يذكرها في خطابه مركزا على جماعة فتح الله كولن، حيث " حربنا ستستمر مع الدولة الموازية" مضيفا أن "المفاوضات مع الاكراد ستنتهي وسنتعاون جميعا في ايجاد الحلول المرضية لجميع الاطراف حتى تعيش بلادنا في حب وتواد وسلم واستقرار".
جدير بالذكر ان الاحتفالات في اسطنبول كانت أكثر من انقرة بالرغم من أن أردوغان حصل فقط على 50 % من الاصوات في اسطنبول، التي شهدت منافسة قوية جدا بالمقارنة مع الاناضول التي حصل فيها اردوغان على ازيد من 70% بينما حصل صلاح الدين على نسبة مهمة في المناطق الكردية بينما حصل أكمل الدين أوغلو على نسبة مرتفعة في المناطق التي تتمركز فيها المعارضة مثل ازمير والمناطق المحاذية لسوريا حيث تتواجد الطائفة العلوية بكثافة مهمة.
هذا وتنتظر أردوغان وحزبه انتخابات مقبلة مهمة تتعلق بالبرلمان التركي يتوقع فيها أن يحوز على أغلبية الثلثين حتى يتمكن من تمرير تعديلات دستورية يوسع بها صلاحياته الرئاسية ويتمكن من تأسيس نظام سياسي جديد لتركيا المستقبل يحسن من وضعها الاقتصادي ويعزز مكانتها على المستوى الإقليمي.